حدد محللو سيتي مجموعة من العوامل الحاسمة التي قد تشكل مسار سوق العملات الرقمية في عام 2025، وذلك في أعقاب عام استثنائي شهد ارتفاعًا ملحوظًا مدفوعًا بفوز دونالد ترامب في الانتخابات.
ساهم موقف ترامب المؤيد للعملات الرقمية وتعيين شخصيات مؤثرة مثل بول أتكينز رئيسًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في تجاوز سعر البيتكوين حاجز الـ 100,000 دولار لأول مرة. وصف محللو “سيتي”، بقيادة أليكس سوندرز، عام 2024 بأنه عام قوي للنمو، مشيرين إلى زيادة بنسبة 90% أو أكثر في القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية. وأرجع المحللون أحد الأسباب الرئيسية لهذا النمو إلى التدفقات القوية نحو صناديق تداول البيتكوين والإيثيريوم الفورية، والتي بدأت التداول في عام 2024. وقد سهلت هذه الصناديق، التي وافقت عليها هيئة الأوراق المالية والبورصات بعد سنوات من المناقشات، وصول المستثمرين التقليديين إلى هذه الأصول الرقمية.
وشدد المحللون على أهمية تخصيص جزء محدد من المحفظة الاستثمارية للبيتكوين، مع الإقرار بأن تقلبات أسعارها تشكل مخاطر. وللتوضيح، قالوا: ‘لتبرير تخصيص 5% من المحفظة للبيتكوين، يجب أن يتجاوز عائدها المتوقع بشكل كبير عائد مؤشر ستاندرد آند بورز على المدى الطويل، أو أن يوفر عائدًا سنويًا يتجاوز 21% على الأقل. هذا يعني أن المستثمرين يتوقعون مكافأة أعلى مقابل المخاطرة الزائدة التي يتحملونها.
كما يتوقع المحللون أن يشهد سوق العملات المستقرة مزيدًا من النمو والتنافسية، مدفوعًا بالابتكارات المستمرة، وتكوين الشراكات، ودخول لاعبين جدد يسعون لتحدي هيمنة “تيذر”. يرون أن تنويع هذا السوق سيساهم في تقليل المخاطر التي تنشأ عن الاعتماد على جهة إصدار واحدة. ويقترحون أن توسيع نطاق استخدام العملات المستقرة ليشمل مجالات أخرى غير تداول العملات الرقمية سيعزز من نمو التمويل اللامركزي ويشجع على مشاركة أوسع من قبل مختلف الأطراف.
مع تسلم الرئيس المنتخب ترامب مقاليد الحكم في يناير 2025، من المتوقع أن يشهد قطاع العملات الرقمية تحولات جذرية بفضل السياسات الجديدة التي تعتزم إدارته تنفيذها. فقد أعلن ترامب عن نيته تأسيس احتياطي استراتيجي من البيتكوين، وشدد على أهمية خلق بيئة تنظيمية داعمة للعملات الرقمية. كما اختار المستثمر الاستثماري ديفيد ساكس لتولي منصب مستشار رئاسي لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، مما يعكس التوجه نحو تعزيز دور هذه الأصول الرقمية.
وأكدوا أن هذا التحول لا يعني إلغاء القواعد التنظيمية، بل يهدف إلى إزالة العوائق التي تحول دون نمو القطاع. بعبارة أخرى، فإن السياسات الجديدة ستعمل على تيسير الأنشطة المرتبطة بالعملات الرقمية، دون المساس بضرورة الرقابة. ومع ذلك، يرى المحللون أن التبني الواسع النطاق لهذه العملات لا يزال شرطًا أساسيًا لنجاحها على المدى الطويل. وخلصوا إلى أن صناديق التداول الفورية والعملات المستقرة تساهم في تنشيط السوق، ولكن النمو المستدام يتطلب توسيع نطاق استخدام العملات الرقمية، خاصة في الدول التي تعاني من تحديات اقتصادية مثل تركيا والأرجنتين وفنزويلا.
