دُفعت أكبر البنوك العالمية، مستلهمة من نجاح تجربة عملة “تيذر”، إلى الدخول في مجال العملات المستقرة. ووفقًا لتقرير لوكالة بلومبرغ نيوز يوم السبت 28 ديسمبر، فإن بعض هذه البنوك قد بدأت بالفعل في تنفيذ خططها. فمثلاً، أطلقت شركة “سوسيتيه جنرال فورج” (SG-Forge) عملة مستقرة مدعومة باليورو خصصت للمستثمرين الأفراد في وقت سابق من هذا العام. كما أفادت تقارير أن شركة “ريفولوت” وشركة “أوليونيتي” (وهو مشروع مشترك مع شركة دي دبليو إس التابعة لدويتشه بنك) تدرسان إطلاق عملات مستقرة خاصة بهما.
توقع التقرير أن تحذو البنوك الأميركية حذو نظيراتها الأوروبية في إصدار العملات المستقرة، وذلك بمجرد إقرار الكونجرس الأميركي للتشريعات المنظمة لهذا القطاع. وقد شهدنا بالفعل تحولاً مماثلاً في أوروبا بعد اعتماد قانون أسواق الأصول الرقمية (MiCA) وقرار شركة “تيذر” بإيقاف عملتها المستقرة اليورو (EURt)، مما فتح الباب أمام دخول منافسين جدد إلى السوق.
وفي مقابلة مع بلومبرغ، أشار جان مارك ستينجر، الرئيس التنفيذي لشركة إس جي فورج، إلى أن دخول البنوك الأخرى إلى سوق العملات المستقرة أمر حتمي، معربًا عن اعتقاده بأن هذه العملية قد تستغرق بعض الوقت نظرًا لتعقيداتها.
وأضاف ستينجر أن شركته تدرس حاليًا إمكانية التعاون مع بنوك أخرى ترغب في إطلاق عملات مستقرة خاصة بها، وذلك من خلال توفير التكنولوجيا اللازمة أو من خلال شراكات استراتيجية.
هذا وطلقت شركة فيزا في أكتوبر الماضي منصة رقمية جديدة تتيح للبنوك إصدار عملاتهم المستقرة الخاصة بهم. وتتعاون فيزا حاليًا مع بنك بي بي في إيه في مشروع تجريبي، كما تجري محادثات مع العديد من البنوك الأخرى حول العالم.
وفي مقابلة مع بلومبرج، صرح كوي شيفيلد، رئيس قسم العملات الرقمية في فيزا، بأن الشركة تشهد إقبالًا كبيرًا من البنوك في مختلف دول العالم، مثل هونج كونج وسنغافورة والبرازيل، للاعتماد على هذه المنصة.
وأكدت مجلة PYMNTS في أكتوبر الماضي أن حجم شبكة فيزا وعمق علاقاتها مع المؤسسات المالية العالمية يمنحها القدرة على تعزيز موثوقية وشرعية العملات المستقرة.
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن تمكين البنوك من إصدار عملاتها المستقرة ودمجها في أنظمتها المصرفية سيساهم في تعزيز الثقة بالعملات المستقرة وتوسيع نطاق استخدامها، مما يقلل من مخاطر التقلبات الحادة في أسعارها.
وأضاف التقرير أن دخول البنوك إلى هذا المجال، بدعم من الأطر التنظيمية القوية، سيعزز مكانة العملات المستقرة كأصول موثوقة ومقبولة على نطاق واسع.
وفي تقرير سابق، أكدت PYMNTS أن صعود العملات المستقرة أصبح أمرًا لا يمكن إنكاره، حيث تلعب هذه العملات دورًا محوريًا في تسهيل المدفوعات عبر الحدود وتشكل جسراً بين العالم الرقمي والمالي التقليدي.
وأشار التقرير إلى أن تقنية البلوكتشين قد ساهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة وسرعة المدفوعات عبر الحدود، خاصةً مع دور العملات المستقرة في تخطي القيود التقليدية للأنظمة المصرفية وتسريع عمليات التحويل.
