قدمت شركة “سيلسيوس”، التي أعلنت إفلاسها مؤخرًا، استئنافًا قانونيًا ضد قرار قضائي رفض مطالبتها بتعويضات من شركة “إف تي أكس”، التي انهارت أيضًا. تطالب “سيلسيوس” بتعويضات تقدر بملايين الدولارات، مدعية أن تصرفات “إف تي أكس” غير المشروعة تسببت في خسائر فادحة لها.
كانت “سيلسيوس” قد تقدمت في البداية بطلب تعويض بقيمة ملياري دولار، مستندة إلى ادعاءات بأن تصريحات مسيئة صدرت عن مسؤولي FTX أدت إلى انهيار شركتها. إلا أنها عدلت مطالبتها لاحقًا لتتركز على ما وصفته بـ “التحويلات التفضيلية”، وهي تحويلات مالية أجرتها FTX لصالح دائنين معينين على حساب دائنين آخرين، بما في ذلك سيلسيوس. وقد خفضت الشركة قيمة مطالبتها إلى 444 مليون دولار بناءً على هذه الادعاءات الجديدة.
ومع ذلك، رفض القاضي جون دورسي هذه المطالبات، مشيرًا إلى أن الأدلة التي قدمتها “سيلسيوس” لدعم ادعاءات التحويل التفضيلي كانت غير كافية. فقد اعتبر القاضي أن هذه الأدلة كانت سطحية ولم تقدم دلائل قاطعة على وجود أي تحيز في تعامل “إف تي أكس” مع دائنيها.
رفضت المحكمة كذلك المطالبات المعدلة التي تقدمت بها “سيلسيوس” في يوليو 2024، واعتبرتها غير قانونية. فبالإضافة إلى عدم طلب الإذن المسبق لتعديل المطالبات، فإن التعديلات الجديدة لم ترتبط بشكل منطقي بالمطالبات الأصلية. كما أن التأخر في تقديم هذه التعديلات، دون تقديم أي مبرر مقبول، قد عرقل جهود إعادة هيكلة FTX.
على الرغم من هذه التطورات، استمرت سيلسيوس في سداد ديونها. ففي أغسطس الماضي، وزعت الشركة أكثر من 2.53 مليار دولار على حوالي 251,000 دائن، مما غطى ما يقرب من ثلثي الدائنين المؤهلين وحوالي 93% من إجمالي قيمة مطالباتهم. وقد تم احتساب قيمة هذه الدفعات بناءً على أسعار العملات المشفرة في 16 يناير.
وفي نوفمبر، أعلنت الشركة عن دفعة إضافية بقيمة 127 مليون دولار، شملت حوالي 60% من مطالبات الدائنين المتبقين. وهذه الدفعات المتتالية تعد خطوة إيجابية في جهود “سيلسيوس” لتسوية ديونها.
وفي تطور آخر، أقر المؤسس المشارك لشركة “سيلسيوس”، أليكس ماشينسكي، بالذنب في تهم تتعلق بالاحتيال والتلاعب بأسعار عملة “سيلسيوس” الرقمية. وقد يواجه ماشينسكي عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، ومن المقرر أن يتم النطق بالحكم عليه في 8 أبريل 2025.
