يشهد قطاع البلوكتشين في الإمارات نموًا متسارعًا بنسبة 42% سنويًا، وذلك وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة “MarkNtel Advisors”. عززت المبادرات الحكومية المتعددة، مثل استراتيجية الإمارات للبلوكتشين، من نمو هذا السوق الواعد، مما يشير إلى مستقبل واعد لهذه التقنية في الدولة.
تطمح الرؤية الوطنية إلى تحويل 50% من المعاملات الحكومية إلى تقنية البلوكتشين بحلول عام 2031، مما يدفع عجلة التنمية الرقمية. تساهم المبادرات الحكومية الاستباقية في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى قطاع البلوكتشين، مما يدعم نمو هذا السوق الواعد، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية، والتي تجد في دولة الإمارات بيئة تنظيمية داعمة.
سلط التقرير الضوء على دور تقنية البلوكتشين في تحسين كفاءة العديد من القطاعات في الدولة، بما في ذلك سلاسل التوريد والخدمات المالية. من خلال دمج تقنية البلوكتشين في سلاسل التوريد، يمكن للمنظمات تحقيق نمو ملحوظ وتعزيز كفاءة عملياتها، بالإضافة إلى تقليل معدلات الاحتيال وتحسين تتبع المنتجات. في القطاع المالي، تساهم تقنية البلوكتشين في تعزيز الأمان والشفافية، مما يمنح المؤسسات المالية ميزة تنافسية كبيرة.
هذا ويدفع التحول الرقمي المتسارع في الإمارات، والذي يدعمه بشكل كبير الخطط الاستراتيجية الحكومية، الطلب على تقنيات مثل البلوكتشين، حيث توفر هذه التقنية حلولاً مبتكرة لتعزيز الأمن والشفافية والكفاءة في مختلف القطاعات، كما يتضح من إطلاق جمارك دبي لمنصة بلوك تشين الخاصة بها، وكذلك صفقة الاستحواذ التي أبرمتها شركة Quest Global على شركة People Tech Group.
أشار التقرير إلى أن التطورات المبتكرة في مجال الخدمات المالية، والتي تشمل المدفوعات الرقمية والعقود الذكية والتمويل اللامركزي (DeFi)، تسهم بشكل كبير في نمو قطاع تقنية البلوك تشين في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يتم تبني هذه التقنية بشكل متزايد من قبل المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك ومؤسسات التمويل وشركات التكنولوجيا المالية، وذلك بهدف تحسين عملياتها في مجالات مثل المدفوعات، والتسويات، والتمويل التجاري.
وشدد التقرير على أن تطبيق تقنية البلوكتشين في القطاع المالي سيساهم بشكل فعال في الحد من مخاطر الاحتيال المالي وذلك من خلال تقليل الاعتماد على الوسطاء التقليديين وتحقيق اتصال أكثر أمانًا وشفافية بين الأطراف المعنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام هذه التقنية سيساهم في تخفيض تكاليف المعاملات المالية وتقليل الوقت اللازم لإتمامها. كما أن هذا النهج التعاوني سيشجع شركات البلوكتشين على بناء شراكات استراتيجية مع شركات التكنولوجيا المالية بهدف تطوير حلول مالية مبتكرة ومتكاملة.
وفي أغسطس 2024، وفقًا لدراسة مؤشر هينلي لتبني العملات الرقمية لعام 2024، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول الرائدة عالميًا في تبني العملات الرقمية، متفوقة على دول أخرى مثل سنغافورة التي سجلت 45.7 نقطة من أصل 60 نقطة وهونج كونج التي سجلت 42.1 نقطة، لتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول.
