أثار تقرير داخلي مسرّب لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية (FDIC) حول توجيهات متعلقة بالأنشطة المصرفية المتعلقة بالعملات الرقمية جدلاً واسعاً في الأوساط الرقابية المالية الأميركية.
وطالب المحامي “جون إي ديتون”، وهو من أبرز المدافعين عن العملات الرقمية ومرشح سابق لمجلس الشيوخ، الكونغرس الأميركي بإجراء تحقيق رسمي في ما يزعم أنه محاولة ممنهجة من قبل الجهات الرقابية لتقويض قطاع الأصول الرقمية، واصفًا ذلك بـ”عملية ChokePoint 2.0”.
وتكشف الوثائق، التي تم الكشف عنها لأول مرة بناءً على أمر قضائي صدر لصالح منصة العملات الرقمية “كوين بيس” في نوفمبر الماضي، عن توجيهات صادرة عن مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية تنصح البنوك الأميركية بتعليق تقديم الخدمات المالية للشركات العاملة في مجال العملات المشفرة بشكل مؤقت أثناء عمليات المراجعة.
يزعم المنتقدون، بمن فيهم ديتون، أن هذه التوجيهات تكشف عن محاولة ممنهجة لحرمان شركات العملات الرقمية المشروعة من الوصول إلى الخدمات المصرفية الأساسية، مما يهدد بوقف نموها.
وغرد “ديتون” يوم السبت، قائلًا: “ما توصلنا إليه حتى الآن يشير إلى وجود مؤامرة متعددة الأوجه مدفوعة بأجندات سياسية ضيقة، بدلاً من الالتزام بالقوانين واللوائح السليمة”.
ووصف “ديتون”، الذي خاض انتخابات مجلس الشيوخ في ماساتشوستس عام 2024 بدعم من مجتمع العملات الرقمية، آثار “عملية ChokePoint 2.0” بأنها تتجاوز قطاع العملات الرقمية بحد ذاته.
وقال: “هذه المعركة ليست فقط من أجل حماية قطاع العملات الرقمية، بل هي معركة من أجل الحفاظ على نزاهة المؤسسات الحكومية وحماية المواطنين من سلطة البيروقراطيين غير الخاضعين للمساءلة”.
هذا وحققت “وارن”، المعروفة بانتقادها اللاذع للعملات الرقمية، فوزًا ساحقًا في الانتخابات، مما عزز سلطتها في صياغة السياسات المالية الأميركية. في المقابل، زاد “ديتون” من جهوده للمطالبة بفتح تحقيق في ما يعتبره تجاوزًا صارخًا من قبل الجهات الرقابية.
ويحذر ديتون من أن الإجراءات التي كشفت عنها وثائق مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية تمثل سابقة خطيرة، حيث تمنح الجهات الحكومية سلطة واسعة لقمع الابتكار وتطبيق القوانين بشكل انتقائي دون رقابة فعالة.
