يشهد قطاع العملات الرقمية في الولايات المتحدة تحولًا كبيرًا مع استقالة شخصيات تنظيمية بارزة قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
أعلن نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإشراف، مايكل بار، استقالته اعتبارًا من 28 فبراير، مما يشير إلى توجه محتمل نحو سياسات أكثر مرونة تجاه الأصول الرقمية. ورغم استقالته من منصبه الإشرافي، سيظل بار عضواً في مجلس المحافظين.
يأتي هذا التغيير كجزء من عملية إعادة تشكيل أوسع للوكالات التنظيمية الفيدرالية. فمن المقرر أن يتنحى رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري جينسلر، المعروف بانتقاداته الشديدة للعملات الرقمية، في 20 يناير.
كما سيغادر مفوض اللجنة، خايمي ليزاراجا، ومدير الإنفاذ، جوربير جريوال، مناصبهما، مما ينهي حقبة اعتُبرت معادية للأصول الرقمية.
رحبت الأوساط العاملة في مجال العملات الرقمية بهذه الاستقالات. ووصف صامويل أرميس، مؤسس جمعية فلوريدا للأعمال التجارية القائمة على تقنية بلوكتشين، رحيل بار بأنه “انتصار كبير”، مؤكدًا على ضرورة إبعاد الشخصيات المرتبطة بسياسات الإدارة السابقة. وقد اتهمت الصناعة مرارًا وتكرارًا الجهات التنظيمية بالضغط على البنوك لقطع العلاقات مع منصات العملات الرقمية، مما عيق وصولها إلى الخدمات المالية الأساسية.
على الرغم من اتهامات وجهها باتريك ليو من جيميني لبار بالمساهمة في “إلغاء الخدمات المصرفية” عن الشركات العاملة في هذا المجال، إلا أن رحيله تزامن مع شعور متزايد بالتفاؤل في القطاع.
وأكد براد جارلينجهاوس، الرئيس التنفيذي لشركة ريبل، على تحول كبير في موقف المؤسسات المالية التقليدية منذ فوز ترامب بالانتخابات. فقد شهدت ريبل، التي توفر حلولًا للبلوكتشين للمؤسسات المالية، زيادة ملحوظة في عدد العملاء الجدد في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات مقارنة بالفترة السابقة.
هذا وأكد براد جارلينجهاوس على تعافي قطاع العملات الرقمية قائلاً: “لا يقاس نجاح الصناعة بأسعار العملات المشفرة فحسب، بل بالتوسع في التوظيف وإبرام العقود والنمو الاقتصادي الحقيقي”. فعلى سبيل المثال، تقوم شركة ريبل حاليًا بتوظيف 70 موظفًا جديدًا في الولايات المتحدة، مما يعكس تحولًا في استراتيجيتها التي كانت تركز سابقًا على التوظيف خارج الولايات المتحدة بسبب عدم اليقين التنظيمي.
كما أظهر الرئيس المنتخب ترامب اهتمامًا كبيرًا بقطاع الأصول الرقمية. ويعمل فريقه الانتقالي حاليًا على تشكيل أول مجلس استشاري للعملات الرقمية في البيت الأبيض برئاسة المستثمر ديفيد ساكس، بهدف تقديم المشورة بشأن السياسات والتشريعات المتعلقة بالعملات الرقمية. ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تهيئة بيئة تنظيمية أكثر وداعًا تشجع على الابتكار والاستثمار في هذا المجال.
رغم التفاؤل السائد، لا تزال التحديات تحيط بقطاع العملات الرقمية. يحذر خبراء مثل أوستن كامبل من جامعة نيويورك شتيرن من أن تغيير نهج الجهات التنظيمية المصرفية الأميركية تجاه الأصول الرقمية يتطلب جهدًا مضاعفًا. كما تلعب وكالات أخرى مثل وزارة الخزانة وخدمة الإيرادات الداخلية دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل هذا القطاع.
مع تسلم الإدارة الجديدة مقاليد الحكم، يتابع قطاع العملات الرقمية عن كثب التطورات، آملة أن تشهد عصرًا جديدًا يتميز بالتعاون والتطلع إلى المستقبل في مجال الأصول الرقمية بالولايات المتحدة.
