ُتوقع أن تشكل تقنية البلوكتشين والكريبتو والعقود الذكية الأساس لنظام موثوق لتداول البيانات، وذلك ضمن خطط الصين الطموحة لبناء بنية تحتية رقمية وطنية. تتبنى الصين البلوك تشين والعقود الذكية كركيزة أساسية لتحقيق أهدافها المستقبلية، مدعومة بتوجيهات جديدة تشجع على ذلك. وفقًا للمبادئ التوجيهية التي أصدرتها لجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية، ستبدأ الصين بتجربة العديد من التطبيقات التكنولوجية للبيانات بحلول عام 2029، ضمن جهودها لبناء بنية تحتية وطنية متكاملة. تسعى الصين بشكل خاص إلى بناء بنية تحتية موحدة وموثوقة لإدارة أصول البيانات وشهادات المعاملات، مع التركيز على تطبيقات الهوية الرقمية وتتبع البيانات وحماية الخصوصية والأمن.
في مؤتمر صحفي، صرحت تشولين شين، نائبة مدير إدارة البيانات الوطنية، بأن مشروع البنية التحتية للبيانات من المتوقع أن يجذب استثمارات سنوية تقدر بحوالي 400 مليار يوان، أي ما يعادل 54.5 مليار دولار أمريكي، على مدى السنوات الخمس المقبلة. كما تحث المبادئ التوجيهية “الصناعات والحكومات المحلية” على المبادرة بتطوير البنية التحتية التكنولوجية الحديثة، بما في ذلك شبكات البلوكتشين ومنصات الحوسبة السحابية التي تحافظ على الخصوصية. وليست الصين غريبة عن تقنية البلوكتشين، حيث تتبنى هذه التقنية بشكل متزايد في مبادرة الحزام والطريق وفي المعاملات التجارية والاقتصادية بين دول مجموعة البريكس.
منذ عام 2017، تبنت الصين موقفًا واضحًا تجاه العملات الرقمية، حيث عارضت استخدامها بشكل صريح مع دعمها في الوقت نفسه لتقنية البلوكتشين.
على الرغم من أن الصين موطن لشركة Bitmain، إحدى أكبر شركات تعدين البيتكوين في العالم والتي تصنع أجهزة Antminer، إلا أن الحكومة حظرت جميع الأنشطة المتعلقة بالعملات الرقمية بشكل كامل في عام 2021.
أشار حكم قضائي حديث إلى أن الأفراد يحق لهم حيازة العملات الرقمية، إلا أن الأنشطة التجارية المرتبطة بها، مثل العروض الأولية للعملات (ICOs) والتداول والتعدين، لا تزال محظورة.
على الرغم من إعلان شركة Bitmain الصينية عن وقف جميع أنشطتها التجارية بعد حظر عام 2021، إلا أنها لا تزال تعمل. ورغم عدم وضوح كيفية استمرار شركات مثل Bitmain في أعمالها، إلا أن المستخدمين العاديين يلجأون إلى طرق أخرى لمواصلة تداول العملات الرقمية. تشير أبحاث Chainalysis إلى نمو ملحوظ في منصات التداول خارج البورصة في الصين، حيث تجاوزت قيمة التداول فيها 50 مليار دولار أميركي في الربعين الأول والثاني من عام 2024. تحظى العملات الرقمية بشعبية واسعة في الصين، وقد يدفع التوجه الأخير لهونج كونج نحو تبني العملات الرقمية، والمتمثل في الموافقة على صناديق تداول البيتكوين والإيثيريوم الفورية، إلى تغيير في سياسة البر الرئيسي الصيني، على الرغم من أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفًا. ومع ذلك، مع تبني المزيد من دول مجموعة البريكس للوائح والبنية التحتية اللازمة للعملات الرقمية، قد تتغير سياسة الصين تجاهها، ولكن بشرط أن يتماشى ذلك مع أهداف المجموعة والصين على المدى الطويل.
