مع استعداد رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، “غاري جينسلر”، لتسليم مهام منصبه، يترك خلفه إرثًا متباينًا في مجال تنظيم العملات الرقمية. وفي مقابلة له ببرنامج “سكواك بوكس” على قناة سي إن بي سي، أكد “جينسلر” مجددًا على رؤيته الفريدة للبيتكوين، حيث يرى أنها تختلف عن الأصول الرقمية الأخرى وتشبه الذهب في بعض جوانبها. وصف “جينسلر” البيتكوين بأنه “أصل مضاربي ومتقلب”، لكنه أضاف أن هذا لا ينفي جاذبيته الاستثمارية، مشيرًا إلى أن ملايين الأشخاص حول العالم يرون فيه بديلاً للذهب على المدى الطويل.
على الرغم من اعترافه بخصوصية البيتكوين، إلا أن جينسلر ظل حذرًا بشأن العملات الرقمية الأخرى، مشددًا على ضرورة أن تثبت هذه العملات جدواها من خلال تحديد حالات استخدام واضحة لها ووجود أساسيات قوية تدعمها. وشهدت فترة ولايته حملات تنظيمية مكثفة على شركات العملات الرقمية. ومع اقتراب موعد تنحي جينسلر، تتجه أنظار مجتمع العملات الرقمية نحو “بول أتكينز”، المرشح المحتمل لتولي منصب رئيس الهيئة، والذي يتوقع منه اتباع نهج أكثر مرونة تجاه تنظيم العملات الرقمية.
“وارن” حثت وزارة الخزانة على تشديد الرقابة على الكريبتو
ذكرت السناتور “إليزابيث وارن” أن الجهات السيئة تستغل العملات الرقمية بشكل متزايد لتنفيذ أنشطة غير مشروعة مثل غسل الأموال، والتهرب من العقوبات، وتمويل أنشطة تهدد الأمن القومي، مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، والبرنامج النووي الكوري الشمالي، وبيع الصين للأسلحة للدول الخاضعة للعقوبات، وهجمات الفدية.
وطرحت السيناتور من ماساتشوستس تساؤلات حول مدى انطباق قوانين مكافحة غسل الأموال على العملات المستقرة، داعيًا إلى توسيع نطاق قانون سرية البنوك ليشمل الشركات الأجنبية التي تتعامل مع عملاء أمريكيين. وقد أثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة من مجتمع العملات الرقمية، حيث وصف ألكسندر جريف من Paradigm جهود وارن بأنها تهدد بتشديد القيود التنظيمية على قطاع التشفير. مع وجود آراء متباينة بين لجنة الأوراق المالية والبورصات ووزارة الخزانة حول تنظيم العملات الرقمية، يظل مستقبل هذا القطاع في الولايات المتحدة غامضًا. ويتساءل المراقبون عما إذا كان تولي بول أتكينز منصب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات سيؤدي إلى تبني نهج أكثر مرونة تجاه تنظيم العملات الرقمية، أم أن التأثير القوي للسيناتور وارن سيظل حاضراً.
