أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن الرئيس دونالد ترامب، الذي تولى منصبه مؤخرًا، عيّن “مارك أويدا”، العضو الجمهوري في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، رئيسًا مؤقتًا للهيئة. يحل “أويدا” محل جاري جينسلر، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات خلال فترة رئاسة جو بايدن وسعى إلى تطبيق أجندة تنظيمية صارمة، ما جعله في كثير من الأحيان على خلاف مع وول ستريت وقطاع العملات الرقمية الأميركية.
أشار الرئيس ترامب إلى أنه يرغب في ترشيح مفوض لجنة الأوراق المالية والبورصات السابق بول أتكينز لمنصب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الدائم. ومن المتوقع أن يقود أتكينز، الذي كان مرشدًا لكليهما أويدا ومفوضة لجنة الأوراق المالية والبورصات الحالية هيستر بيرس، الوكالة في اتجاه مختلف جذريًا عن إشراف إدارة بايدن على الأسواق المالية.
نفذ “جينسلر”، الذي تنحى يوم الاثنين، مجموعة شاملة من اللوائح خلال فترة ولايته. وشملت هذه التدابير التي تهدف إلى زيادة الشفافية وتخفيف المخاطر ومعالجة تضارب المصالح في الأسواق المالية. كما اتخذ موقفًا متشددًا بشأن العملات الرقمية، حيث رفع دعاوى قضائية ضد العديد من شركات العملات الرقمية المتهمة بانتهاك قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات.
مع تولي أويدا منصب الرئيس بالإنابة، من المتوقع حدوث تغييرات، إذ، تشير المصادر إلى أن أويدا وبيرس يستعدان لمراجعة سياسات العملات الرقمية في هيئة الأوراق المالية والبورصات، ومن المتوقع صدور تحديثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
منذ انضمامه إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات في يونيو 2022، كان أويدا ينتقد صراحة نهج جينسلر التنظيمي، وخاصة فيما يتعلق بإصدار القواعد وإنفاذها. في مقابلة أجريت في نوفمبر مع رويترز، أعرب “أويدا” عن رؤيته لهيئة الأوراق المالية والبورصات للتركيز على تعزيز تكوين رأس المال والابتكار مع حماية المستثمرين الضعفاء من الاحتيال.
هذا ومن المتوقع أن ترحب شركات العملات الرقمية بتعيين “أويدا”. لقد انتقد في السابق هيئة الأوراق المالية والبورصات لغياب توجيهات واضحة بشأن كيفية امتثال شركات العملات الرقمية للوائح، واصفًا نهج الوكالة بأنه “كارثة تهدد القطاع بأكمله” في مقابلة أجريت في أكتوبر مع فوكس بيزنس. كما دعا إلى قواعد أكثر وضوحًا تحكم الأصول الرقمية.
بالإضافة إلى عمله في مجال العملات الرقمية، دعا أويدا إلى تخفيف القيود التنظيمية التي تمنع الشركات من طرح أسهمها للاكتتاب العام. ومع ذلك، فقد عارض في كثير من الأحيان إجراءات إنفاذ هيئة الأوراق المالية والبورصات، بما في ذلك التسوية المتعلقة بشركة الشيك على بياض والتي سهلت الإدراج العام لمشروع ترامب الإعلامي.
قبل توليه منصبه في هيئة الأوراق المالية والبورصات، عمل أويدا كمستشار للسيناتور الأميركي السابق بات تومي في لجنة البنوك بمجلس الشيوخ وكمستشار كبير للهيئة التنظيمية للأوراق المالية في كاليفورنيا تحت قيادة الحاكم أرنولد شوارزنيجر. حصل أويدا على درجات علمية من جامعة جورج تاون وكلية الحقوق بجامعة ديوك.
مع تولي أويدا زمام الأمور، من المتوقع أن تتبنى هيئة الأوراق المالية والبورصات نهجًا أكثر ملاءمة للأعمال التجارية، مع التركيز على تعزيز الابتكار والوضوح التنظيمي وتقليص بعض التدابير التنظيمية الأكثر صرامة التي تم تقديمها خلال قيادة جينسلر.
