شنت السلطات الإيرانية مرة أخرى حملة صارمة على العملات الرقمية ومنصات التداول عبر الإنترنت، بالتزامن مع انخفاض قيمة العملة الوطنية في ظل اقتصاد مضطرب.
في الشهر الماضي، أوقف البنك المركزي الإيراني بشكل مفاجئ التعامل بالريال في جميع منصات تداول العملات الرقمية، مما جعل أكثر من 10 ملايين مستخدم للعملات الرقمية غير قادرين على شراء البيتكوين أو أي عملات رقمية أخرى باستخدام الريال عبر الإنترنت.
كان الهدف من هذا الإجراء هو الحد من تدهور قيمة العملة الوطنية المتأزمة، وذلك عن طريق منع تحويلها إلى عملات أجنبية.
شهد سوق العملات الرقمية نموًا ملحوظًا خلال العام الماضي، ويتجه نحو صعود متوقع في عام 2025، حيث يتجه عدد كبير من الشباب الإيرانيين إلى هذا السوق العالمي المزدهر لكسب المال في ظل اقتصاد معزول يعاني من عقوبات غربية قاسية. وسبق تطبيق هذا الإجراء بشكل محدود، لكنه لم يستمر طويلًا ولم يكن بهذا النطاق الواسع، ويبدو أنه جزء من مساعي الحكومة لفرض رقابة وإشراف صارمين على مجتمع العملات المشفرة المتنامي.
هذا ويعاني الاقتصاد الإيراني من معدلات تضخم تتجاوز 40% منذ سنوات، ولا يزال معزولًا عن نظام المدفوعات العالمي. فبعد فرض الحظر، التزم البنك المركزي الصمت ولم يقدم أي توضيحات للجمهور.
في بيان مقتضب، أشار البنك المركزي إلى أن محافظه، محمد رضا فرزين، شارك في اجتماع لرؤساء الحكومة والقضاء والبرلمان الشهر الماضي، وأنه تم منح البنك المركزي “صلاحيات كاملة لمراقبة وإدارة سوق العملات الرقمية” خلال ذلك الاجتماع.
كما أرسل رئيس البرلمان، مسعود بزشكيان، رسالة إلى فرزين، نشرت في وسائل الإعلام، أكد فيها أن البنك المركزي الإيراني هو “الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة” سوق العملات الرقمية.
وخلص اجتماع الشهر الماضي أيضًا إلى أن الحكومة تسعى لزيادة التجارة التصديرية التي تجلب العملات الرقمية إلى السوق الإيرانية، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك.
ويبدو أن القيود الجديدة تندرج ضمن إجراءات صارمة لمنع تدهور قيمة العملة، حيث يضخ البنك المركزي الإيراني المزيد من العملات الأجنبية في السوق المحلية المتقلبة، وتعلن الشرطة بشكل دوري عن اعتقال تجار العملة غير الشرعيين في شوارع طهران ومدن رئيسية أخرى.
