تحولت صناديق تداول البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة إلى التدفقات الخارجة في 3 مارس، رغم استعادة البيتكوين بعض مكاسبها، مدفوعةً بمشاعر النفور من المخاطرة الناجمة عن التوترات التجارية والتشكك في صندوق احتياطي العملات الرقمية الأميركي.
وفقًا لبيانات من SoSoValue، استأنفت صناديق تداول البيتكوين الفورية الـ 12 اتجاه تدفقاتها الخارجة يوم الاثنين، مع خروج 74.19 مليون دولار من الصناديق بعد يوم سابق من التدفقات الداخلة التي بلغت 94.34 مليون دولار. قاد صندوق IBIT التابع لشركة “بلاك روك” التدفقات الخارجة لليوم الثالث على التوالي، مع استرداد 77.97 مليون دولار صافيًا، بينما استمر صندوق GBTC التابع لشركة “غراي سكايل” في اتجاه تدفقاته الخارجة مع سحب 54.39 مليون دولار من قبل المستثمرين.
هذا وخالف صندوق ARK وصندوق ARKB التابع لشركة 21Shares الاتجاه بتدفقات صافية بلغت 58.18 مليون دولار. ولم تشهد صناديق تداول البيتكوين الفورية التسع المتبقية أي نشاط في ذلك اليوم. بلغ إجمالي حجم التداول اليومي لهذه المنتجات الاستثمارية 5.99 مليار دولار في 3 مارس، بينما بلغ إجمالي التدفقات الصافية منذ إطلاقها 36.97 مليار دولار حتى وقت النشر.
وفي الوقت عينه، سجلت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية التسعة يومها الثامن على التوالي من التدفقات الخارجة في نفس اليوم، مع خروج 12.10 مليون دولار من الصناديق. وكان التدفق السلبي بقيادة ETHA التابعة لشركة “بلاك روك”، والتي شهدت سحب المستثمرين 16.06 مليون دولار. وقد تم تعويض بعض هذه التدفقات الخارجة بمقدار 3.96 مليون دولار في التدفقات الداخلة إلى صندوق ETHW التابع لشركة “بيت وايز”. وظلت صناديق تداول الإيثيريوم الفوريةالسبعة المتبقية محايدة في ذلك اليوم.
إلى ذلك، تأتي التدفقات الخارجة الكبيرة من هذه الصناديق المتداولة في البورصة وسط شعور بالنفور من المخاطرة بين المستثمرين، مدفوعًا بتأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 25٪ على كندا والمكسيك اعتبارًا من 4 مارس، مما يُلغي الآمال في التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة كان من الممكن أن يُخفف من التوترات التجارية. وردًا على ذلك، تعهدت الدولتان بالرد. بالإضافة إلى ذلك، ستدخل تعريفة جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية حيز التنفيذ في نفس اليوم.
تنبع مخاوف أخرى من إعلان ترامب عن خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، والذي سيتكون من سلة من الأصول الرقمية، بما في ذلك البيتكوين والإيثريوم، كممتلكات أساسية. في حين تهدف المبادرة إلى وضع الولايات المتحدة باعتبارها “عاصمة العملات الرقمية في العالم”، فقد أثارت انتقادات من مجتمع العملات الرقمية، حيث زعم الكثيرون أنها تتناقض مع مبدأ اللامركزية الأساسي للبيتكوين. ويخشى البعض أن العملة المصممة لتكون خالية من سيطرة الحكومة قد تخضع الآن لإجراءات الحكومة الأميركية.
كما تراجعت عملة البيتكوين، التي ارتفعت بنسبة 11% إلى أعلى مستوى لها خلال اليوم عند 94770 دولارًا يوم الاثنين، بنسبة 9.5% لتتداول عند 84011 دولارًا وقت النشر حيث تبنى المستثمرون موقفًا بعيدًا عن المخاطرة وسط تصاعد التوترات التجارية والمخاوف بشأن جدوى خطة الاحتياطي الاستراتيجي.
