للأسبوع الرابع على التوالي، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين تدفقات خارجة، حيث لا تزال العوامل الاقتصادية الكلية تؤثر بشكل كبير على معنويات المستثمرين.
وفقًا لبيانات SoSoValue، شهدت الصناديق الـ 12 تدفقات خارجة بين 3 و5 مارس، مع خروج ما يقرب من 800 مليون دولار. يأتي هذا بعد أسبوع قياسي من الخسائر، حيث تم سحب أكثر من 2.61 مليار دولار، مما أدى إلى تمديد سلسلة التدفقات السلبية إلى أربعة أسابيع متتالية، بإجمالي تدفقات خارجة تجاوزت 4.5 مليار دولار.
وشهدت الصناديق تدفقات خارجة يومية على مدار الأسبوع الماضي، حيث بدأت بخسارة 74.19 مليون دولار يوم الاثنين، تلاها 143.43 مليون دولار يوم الثلاثاء، ثم 38.3 مليون دولار يوم الأربعاء، و134.26 مليون دولار يوم الخميس، قبل أن تصل إلى ذروتها يوم الجمعة بخروج 409 مليون دولار.
في اليوم الأخير من الأسبوع، تصدّرت ARKB التابعة لـ 21Shares التدفقات الخارجة بمبلغ 160.03 مليون دولار، تلتها FBTC التابعة لـ “فيدليتي” بسحب بلغ 154.89 مليون دولار. كما شهدت صناديق أخرى رئيسية، مثل IBIT التابعة لـ BlackRock وGBTC التابعة لـ “غراي سكايل” وBITB التابعة لـ “بيت وايز”، تدفقات خارجة بقيمة 39.85 مليون دولار و36.46 مليون دولار و18.6 مليون دولار على التوالي. وكان صندوق HODL التابع لـ VanEck الوحيد الذي خالف الاتجاه، مسجلًا تدفقًا إيجابيًا متواضعًا بلغ 619.55 ألف دولار.
بالتوازي، شهدت صناديق الإيثيريوم الفورية أسبوعين متتاليين من التدفقات السلبية، حيث غادرها 455 مليون دولار، ما يعكس المشاعر الهبوطية الأوسع في سوق العملات الرقمية.
وعلى الرغم من التوقعات بأن قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية قد توفر دفعة للسوق، استمرت صناديق تداول البيتكوين الفورية في التراجع. ويعزو المحللون هذا الاتجاه إلى المخاوف الاقتصادية الكلية، وخاصة تأثير التعريفات التجارية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، إضافة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تزعزع ثقة المستثمرين في الأصول الرقمية.
كما يقترح بعض الخبراء أن الاستراتيجيات الاستثمارية لعبت دورًا في عمليات البيع. تشير إحدى النظريات السائدة إلى أن صناديق التحوط كانت تستفيد من صفقات التحكيم منخفضة المخاطر بين صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للبيتكوين وعقود CME الآجلة. ومع تراجع هذه الفرص، انخفضت السيولة، مما زاد من ضغوط البيع وساهم في استمرار التدفقات الخارجة.
هذا وساهم عامل آخر في تقلبات أسعار البيتكوين الأخيرة هو إعلان ترامب عن إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين ومخزون الأصول الرقمية الأميركية. وعلى الرغم من توقع المتداولين أن تكون قمة العملات الرقمية حدثًا صعوديًا، إلّا أن سعر البيتكوين انخفض من 90 ألف دولار إلى 85 ألف دولار بعد توقيع الأمر التنفيذي.
وبحسب كادان ستادلمان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة Komodo، فإن التدفقات الخارجة الكبيرة من صناديق التداول الفورية تعكس ظاهرة “شراء الشائعات وبيع الأخبار”، حيث تميل الأصول إلى الارتفاع تحسبًا لحدث معين، لكنها تتراجع فور حدوثه.
