أعلنت لجنة الخدمات المالية (FSC)، وهي الجهة الرقابية المالية في كوريا الجنوبية، يوم الأربعاء عن خططها لإصدار إرشادات شاملة للاستثمار المؤسسي في العملات الرقمية بحلول الربع الثالث من هذا العام.
جاء هذا الإعلان خلال اجتماع بين لجنة الخدمات المالية وخبراء محليين في قطاع العملات الرقمية. ووفقًا للجنة، فإنه في حين يُتوقع صدور إرشادات للشركات العامة والمستثمرين المحترفين بحلول الربع الثالث، فإنها تهدف إلى إصدار إرشادات للمنظمات غير الربحية ومنصات تداول العملات الرقمية في وقت أقرب، بدءًا من أبريل.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب بيان سابق للجنة الخدمات المالية في يناير، عندما كشفت عن نيتها رفع الحظر الفعلي تدريجيًا الذي منع المستثمرين المؤسسيين من دخول مجال العملات الرقمية. وفي الشهر الماضي، أكدت اللجنة أنها ستبدأ بالسماح للجمعيات الخيرية والجامعات ببيع أصولها الرقمية في الربع الثاني.
هذا وتمثل الإرشادات التفصيلية القادمة تحولًا كبيرًا في الموقف التنظيمي لكوريا الجنوبية، مبتعدةً عن معارضتها الصارمة تاريخيًا للانكشاف على الأصول الرقمية في الأسواق المالية التقليدية.
كما ومن المتوقع أن يُعزز تزايد المشاركة المؤسسية النمو ويضيف سيولة كبيرة إلى سوق العملات الرقمية في كوريا الجنوبية، الذي يُعدّ بالفعل أحد أكبر أسواق العملات الرقمية في العالم، والذي يهيمن عليه تداول العملات البديلة بالتجزئة. واعتبارًا من نوفمبر 2024، كان ما يقرب من 15.6 مليون شخص – أي حوالي 30% من سكان البلاد، يتداولون العملات الرقمية بنشاط، وفقًا لصحيفة كوريا الاقتصادية اليومية.
خلال اجتماع يوم الأربعاء، أكد نائب رئيس لجنة الخدمات المالية، كيم سو يونغ، على جهود كوريا الجنوبية المتسارعة لتنمية سوق العملات الرقمية، مشيرًا إلى أن “الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب قد سرّعت المناقشات العالمية حول العملات الرقمية”. وأضاف أن المبادئ التوجيهية القادمة مصممة لتحديد “أفضل الممارسات” المؤسسية، والتي تغطي مجالات مثل تداول العملات الرقمية، والإفصاح، ومعايير الإبلاغ.
كما دعا كيم البنوك المحلية ومنصات تداول العملات الرقمية إلى تعزيز إجراءاتها لمكافحة غسل الأموال، وتعزيز الأمن السيبراني للحد من الأنشطة غير المشروعة ومنع عمليات الاختراق. بموجب اللوائح الكورية الجنوبية الحالية، يُطلب من مستخدمي منصات تداول العملات الرقمية ربط حساباتهم المصرفية المُتحقق منها بأسماء حقيقية.
على الرغم من أن وسائل الإعلام المحلية أفادت العام الماضي بأن لجنة الخدمات المالية (FSC) تدرس رفع حظرها على صناديق التداول الفورية (ETFs)، إلا أن أحدث إعلان لها لم يتناول هذا الموضوع.
بالتوازي مع ذلك، تعمل لجنة الخدمات المالية على المرحلة الثانية من إطارها التنظيمي للعملات الرقمية، والمكون من جزأين. دخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ العام الماضي، بينما ستركز المجموعة الثانية من القواعد على العملات المستقرة والرقابة على مشغلي أعمال العملات الرقمية”.
