نُشر على موقع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مقترح لاستخدام XRP كأصل مالي استراتيجي للولايات المتحدة. ويُرجّح أن ماكسيميليان ستودينجر هو من كتب الوثيقة المكونة من خمس صفحات وقدّمها إلى فريق عمل العملات الرقمية المُشكّل حديثًا داخل الهيئة.
ووفقًا للمقترح، قد تجني الولايات المتحدة فوائد مالية هائلة إذا اعتمدت XRP كأصل للدفع. ويدّعي المقترح، الذي يقترح دمج ريبل XRP في النظام المالي الأمريكي، أن هذه الخطوة قد تُتيح تحرير ما يصل إلى 1.5 تريليون دولار من حسابات Nostro.
تُعرَّف حسابات Nostro بأنها حسابات تحتفظ بها البنوك لدى بنوك أجنبية ومُقوّمة بالعملة الأجنبية لتسهيل المعاملات العابرة للحدود. وبحسب الوثيقة، يُخزَّن نحو 27 تريليون دولار في هذه الحسابات حول العالم، تحتفظ الولايات المتحدة بـ 5 تريليونات دولار منها. ومع ذلك، يُعتقد أن XRP قد تُصبح سيولة بديلة تُغطي 30% من هذه الأصول.
وأشار المقترح إلى أن XRP يمكن أن تتحول أيضًا إلى وسيلة دفع رئيسية للمعاملات المالية، مما قد يُوفّر للولايات المتحدة ما يصل إلى 7.5 مليار دولار سنويًا. وعلى الرغم من غياب التفاصيل الدقيقة حول كيفية تحقيق ذلك، يُتوقع أن تستخدم الحكومة الأمريكية عملة XRP للمدفوعات على مستوى الولايات، بما في ذلك برامج مثل الضمان الاجتماعي.
في الوقت ذاته، تطرّق المقترح إلى احتياطي بيتكوين، موضحًا أن مبلغ 1.5 تريليون دولار المُحرر من حسابات Nostro قد يُستخدم لشراء بيتكوين ضمن الاحتياطي الاستراتيجي. غير أن المقترح زعم بشكل غير دقيق أن الولايات المتحدة يمكنها شراء ما يصل إلى 25 مليون بيتكوين بسعر 60 ألف دولار لكل عملة، وهو رقم يتجاوز الحد الأقصى للعرض البالغ 21 مليون بيتكوين.
ولم يكن من المستغرب أن يتضمّن المقترح الطموح توصيات تهدف إلى دمج XRP في النظام المالي الأمريكي. التوصية الأولى دعت إلى إصدار أمر تنفيذي من الرئيس يُلزم هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ووزارة الخزانة (Treasury) ووزارة العدل (DOJ) بتصنيف XRP كأصل دفع رسمي. واعتبر المقترح أن هذا الأمر سيُسهم في حل الدعوى القضائية الجارية بين هيئة الأوراق المالية وشركة Ripple بشأن تصنيف XRP.
وبجانب الأمر التنفيذي، تضمنت الخطة متعددة المراحل توصيات أخرى، من بينها تشريع يُلزم البنوك باعتماد XRP، وتوجيه الاحتياطي الفيدرالي ومكتب مراقب العملة بإلزام البنوك باستخدام XRP كبديل لحسابات Nostro.
وأكد المقترح كذلك على أهمية الدعوى القضائية بين هيئة الأوراق المالية وشركة ريبل، مشيرًا إلى أن تنفيذ الخطة قد يبدأ في غضون 12 إلى 24 شهرًا، بحسب ما إذا كان أصحاب المصلحة سيتبعون المسار التقليدي أو خيار التسريع.
وفي الأثناء، واجه المقترح انتقادات حادة من عدد من أفراد مجتمع العملات الرقمية، الذين وصفوه بأنه غير واقعي ويفتقر إلى المصداقية. وكتب فرانك كورفا، المراسل السياسي لمجلة بيتكوين، في مقال رأي، أن المقترح يفتقر للمنطق.
قال كورفا: “بالنظر إلى مدى ضعف الأساس المنطقي لهذا المقترح، من الصعب اعتبار XRP أصلًا استراتيجيًا. كما أن من غير المنطقي أن تقوم الحكومة الأمريكية بهذه الخطوة بينما لا يزال ثلثا العرض بيد الجهة المُصدِرة للأصل.”
وعلى الرغم من أن نشر المقترح على موقع هيئة الأوراق المالية والبورصات أثار ضجة إعلامية، إلا أن بعض المستخدمين أوضحوا أن الهيئة تتيح للجمهور تقديم مقترحات وتعليقات عامة تُنشر على موقعها الإلكتروني، وبالتالي لا يُعد هذا الموقف الرسمي للهيئة. وقد أكّد ستودينجر ذلك بنفسه، موضحًا أنه كتب الوثيقة بهدف تسليط الضوء على إمكانات XRP.
