أرسل أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، من بينهم إليزابيث وارن، إلى جانب النائب جيمي راسكين، رسالة إلى رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، أعربوا فيها عن قلقهم بشأن تورط الرئيس دونالد ترامب في قطاع العملات والأصول الرقمية. وسلّطت الرسالة، التي وقعها وارن، وريتشارد بلومنثال، وجيف ميركلي، وكريس فان هولين، بالإضافة إلى راسكين، الضوء على الروابط المالية المتنامية لترامب مع قطاع العملات الرقمية.
وأشار المشرعون إلى أن “دونالد ترامب يقلب الطاولة على العملات الرقمية: من وصفها بالاحتيال إلى بناء جيش من العملات الرقمية”. ولفتوا إلى عملة ترامب الميمية، التي قالوا إنها “حققت لعائلته وشركائه التجاريين نحو 100 مليون دولار من رسوم التداول وحدها، في أقل من أسبوعين من طرحها في السوق”، إلى جانب نشاط شركته “وورلد ليبرتي فاينانشال”. كما أثارت الرسالة مخاوف من نفوذ أجنبي محتمل، محذرين من تداعيات هذه التحركات.
علاوة على ذلك، أعرب المشرعون عن قلقهم من العلاقات المالية لوزير التجارة، هوارد لوتنيك، مشيرين إلى أن شركته تُعد من كبار المستثمرين في العملات الرقمية. واعتبروا أن ترامب ولوتنيك قد يعمدان إلى إضعاف الإطار التنظيمي الذي يحكم سوق الأصول الرقمية، رغم التحذيرات المتزايدة من احتمال تشكّل فقاعة مالية قد تُفضي إلى أزمة اقتصادية جديدة.
وفي سياق متصل، حذّر أعضاء مجلس الشيوخ والنائب راسكين من النفوذ المتصاعد لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، داخل الحكومة الفيدرالية، مدّعين أن هذا النفوذ تعزز من خلال وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) التي أسسها ترامب مؤخرًا. وقالوا: “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الرئيس ترامب قد فوّض جزءًا من سلطاته لأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الذي من المتوقع أن يستفيد من محاولات وزارة كفاءة الحكومة لتقويض السلطة التنفيذية”.
هذا وأضاف المشرعون أن “ما لا يقل عن 11 وكالة اتحادية، كانت تُجري تحقيقات أو تقدم شكاوى أو تتخذ إجراءات قانونية ضد شركات ماسك، قد تم تحجيم نفوذها، ما يمنحه هامشًا أوسع لتحقيق مكاسب مالية دون رقابة كافية”. وأشاروا إلى تقارير تفيد بأن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) قد تُلغي عقدًا بقيمة 2.4 مليار دولار مع شركة فيريزون، لتنقله بدلاً من ذلك إلى شركة ستارلينك التابعة لماسك، وهو ما يزيد من مخاوفهم بشأن استغلال النفوذ لمصالح شخصية.
كما طالب المشرعون باتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه القضايا، مؤكدين أن “تضارب المصالح المالي الصارخ هذا يشكل تهديدًا حقيقيًا للمصلحة العامة”. وشددوا على أن الرئيس ترامب، وإيلون ماسك، ومن عينهم، قد تكون لديهم دوافع لاستغلال أموال دافعي الضرائب، حتى وإن كان ذلك على حساب العمال الأمريكيين الذين يدعي ترامب دعمهم. كما دعوا ترامب إلى الالتزام بالتخلي عن مصالحه التجارية الشخصية، كما فعل جميع الرؤساء السابقين في العصر الحديث، وطالبوا بإلزام ماسك بالكشف عن نموذج إفصاحه المالي بشكل فوري، لإتاحة الفرصة للجمهور لفهم حجم تضارب المصالح المحتمل.
واختُتمت الرسالة بدعوة ملحّة إلى الإصلاح، حيث أكد المشرعون: “لا يزال بإمكان الرئيس ترامب التراجع عن هذا المسار وتقديم المصلحة الوطنية على مصالحه الشخصية”.
وطلبوا من البيت الأبيض تقديم رد رسمي بحلول 31 مارس يوضح الخطط المتبعة لمعالجة هذه المخاوف الأخلاقية.
وفي المقابل، يرى مؤيدو ترامب وماسك أن انخراطهما في قطاع العملات الرقمية وتحريره من القيود التنظيمية من شأنه أن يعزز الابتكار ويدعم النمو الاقتصادي، مع تقليص دور الحكومة في الأسواق. كما ينظر أنصار ترامب إلى تبنيه للأصول الرقمية كخطوة نحو تحقيق الاستقلال المالي وتعزيز الأسواق اللامركزية. في حين يعتبر مؤيدو ماسك أن نفوذه المتزايد داخل الحكومة ضروري لكبح البيروقراطية، مؤكدين أن إصلاحات وزارة كفاءة الحكومة ستسهم في تبسيط العمليات الحكومية بدلًا من إضعافها.
