انتقدت السيناتور الأميركية إليزابيث وارن، الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، بشدة مشروع قانون يُطرح في الكونغرس ويركز على تنظيم العملات المستقرة. واتهمت وارن الرئيس السابق دونالد ترامب باستغلال هذاالتشريع القادم لخدمة مصالحه المالية الخاصة.
وقد أعربت السيناتور وارن عن هذه المخاوف بالتزامن مع تداول أخبار حول مشروع “وورلد ليبرتي فاينانشال” التابع للرئيس ترامب، والذي يهدف إلى التمويل اللامركزي. وقد أطلق هذا المشروع مؤخرًا عملته المستقرة الخاصة، USD1، على شبكتي إيثريوم وسلسلة بينانس BNB.
ولم تتردد وارن في استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن استنكارها لهذه المبادرة، حيث ادعت أن ترامب يستخدمها “كمناورة” لتحقيق مكاسب شخصية وثراء ذاتي.
وفي سياق تعليقها، أشارت وارن إلى “قانون الابتكار المالي والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين” (FIT21)، وكتبت قائلة: “على الكونغرس أن يتحرك فورًا لتعديل مشروع قانون العملات المستقرة الحالي المعروض على مجلس الشيوخ، والذي سيسهل على شخصيات مثل ترامب وحتى إيلون ماسك بسط سيطرتهم على أموالكم”> يهدف مشروع القانون المذكور إلى وضع إطار تنظيمي شامل للأصول الرقمية. وفي هذا الصدد، أشار النائب الأمريكي فرينش هيل، الجمهوري عن ولاية أركنساس، إلى أن نسخة مُحدثة من مشروع القانون سيتم طرحها “خلال الأيام القليلة المقبلة”.
في المقابل، تواصل إدارة ترامب جهودها المعلنة لجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات الرقمية في العالم” من خلال تبني مبادرات متنوعة. تتضمن هذه المبادرات إنشاء فريق عمل متخصص تابع لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، يركز بشكل خاص على تنظيم ومراقبة الأصول الرقمية المتنامية.
وخلال مشاركته في مؤتمر Blockworks للعملات الرقمية الذي عُقد في نيويورك يوم الخميس الماضي عبر مكالمة فيديو، دعا الرئيس ترامب إلى وضع “قواعد بسيطة وسليمة للعملات المستقرة وهيكل واضح للسوق”.
وفي ظل وجود ما يزيد عن 238 مليار دولار من العملات المستقرة المتداولة حاليًا في السوق – والتي تهيمن عليها عملة تيذر (USDT) بشكل كبير، وفقًا لبيانات موقع CoinGecko – تعهد ديفيد ساكس، الخبير في مجال العملات الرقمية والذي يعمل ضمن إدارة ترامب، بإصدار تشريعات واضحة ومنظمة للعملات المستقرة وهيكل السوق خلال المائة يوم الأولى من ولاية ترامب الرئاسية الثانية، في حال فوزه بالانتخابات القادمة.
وقد سبق لوارن أن تحدت ساكس علنًا لتقديم دليل قاطع على أنه لا “يستفيد بشكل مباشر من جهود إدارة ترامب الرامية إلى تضخيم قيمة بعض الأصول الرقمية بشكل انتقائي”، وذلك على الرغم من تأكيداته بأنه قام ببيع جميع ممتلكاته من العملات الرقمية قبل توليه منصبه الحالي في الإدارة.
علاوة على ذلك، أثار النفوذ المتزايد لإيلون ماسك داخل الحكومة الأمريكية، وخاصة من خلال قيادته لما يُعرف بـ “إدارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، مخاوف جدية لدى السيناتور وارن. تهدف هذه الإدارة، التي يرأسها ماسك، إلى تقليل البيروقراطية والحد من اللوائح الحكومية المفرطة. ومع ذلك، فقد تعرضت لانتقادات واسعة النطاق بسبب ما يُنظر إليه على أنه منح ماسك ومصالحه التجارية نفوذًا غير مبرر على السياسة المالية الأمريكية.
وفي شهر يناير الماضي، أدانت السيناتور وارن رسميًا “إدارة كفاءة الحكومة” في رسالة وجهتها مباشرة إلى إيلون ماسك، ووصفتها بأنها “ساحة محتملة للفساد وسوء استغلال السلطة”.
وفي سياق متصل، حثت وارن إيلون ماسك على النظر في تبني إصلاحات سياسية أوسع نطاقًا، بما في ذلك العمل على سد الثغرات الضريبية التي يستغلها الأثرياء وإصلاح نظام العقود الحكومية بهدف الحد من الإسراف في الإنفاق العام.
