تتجه شركة “غراي سكايل” نحو إنشاء صندوق تداول فوري يضم مجموعة متنوعة من العملات الرقمية. تُعد هذه الخطوة تطورًا هامًا يهدف إلى تسهيل وصول المستثمرين التقليديين إلى الأصول الرقمية. يتردد العديد من المستثمرين حاليًا في دخول سوق العملات الرقمية بسبب المخاوف المتعلقة بالأمن، وطرق التخزين، والغموض التنظيمي. ويهدف صندوق غراي سكايل” المقترح، الذي يشتمل على عدة عملات رقمية، إلى توفير بيئة استثمارية أكثر أمانًا وراحة لهذه الشريحة من المستثمرين.
تعتمد إمكانية إطلاق هذا الصندوق على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ومن المتوقع صدور قرار بهذا الشأن بحلول شهر يوليو القادم. ففي حال الحصول على الموافقة، قد يفتح ذلك الباب أمام ظهور المزيد من الصناديق المماثلة، مما سيسهم في دمج العملات الرقمية بشكل أوسع في القطاع المالي العالمي. وعلى الجانب الآخر، قد يشير رفض الطلب إلى توجه نحو فرض لوائح تنظيمية أكثر صرامة على هذا المجال في المستقبل. وفي كلتا الحالتين، من المؤكد أن يكون لقرار الهيئة تأثير كبير على مستقبل استثمارات العملات الرقمية.
في سياق متصل، سبق أن قدمت بورصة نيويورك Arca طلبًا للحصول على موافقة لإدراج وتداول صندوق Grayscale Digital Large Cap Fund (GDLC) كصندوق مؤشرات متداول عام. وقد أشار جيمس سيفارت، محلل بلومبرغ، إلى أن هذا الإجراء يتزامن مع الموعد النهائي لقرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بشأن طلب Grayscale في يوليو، مع وجود احتمال كبير لإطلاق صناديق المؤشرات المتداولة للعملات الرقمية قبل نهاية عام 2025. يُذكر أن صندوق GDLC يمتلك حاليًا أصولًا تتجاوز قيمتها 530 مليون دولار، وفي حال تحويله إلى صندوق تداول فوري، فمن المتوقع أن يعزز ذلك تبني المؤسسات للأصول الرقمية. وقد أدت صناديق المؤشرات المتداولة دورًا محوريًا في تعزيز السيولة في السوق، حيث تجاوز صافي التدفقات الداخلة إليها 36 مليار دولار منذ إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الفورية للبيتكوين في يناير 2024.
على صعيد حركة الأسعار، ارتفع سعر بيتكوين بنسبة 2% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل إلى 84,584 دولارًا، بينما سجل سعر إيثريوم ارتفاعًا بنسبة 2.3% ليصل إلى 1,876 دولارًا، وذلك وفقًا لبيانات موقع CoinGecko. ومع ذلك، لم تشهد عملات XRP وSolana وCardano تفاعلاً ملحوظًا، حيث لا يزال المستثمرون يتوخون الحذر قبيل تطبيق رسوم “يوم التحرير” التي فرضها دونالد ترامب، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير على الأسواق العالمية. ويرى محللو السوق أن هذه التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى تصحيح في السوق، مع احتمال انخفاض قيمة الأسهم بنسبة تتراوح بين 4% و 5% أسبوعيًا. وبالرغم من الأداء التاريخي القوي للعملات الرقمية في شهر أبريل، لا تزال التقلبات مرتفعة في ظل تقييم المستثمرين للمخاطر الاقتصادية الكلية المحتملة.
في الختام، فإن خطط شركة “غراي سكايل” لتحويل صندوقها الرقمي للشركات الكبيرة إلى صندوق مؤشرات متداولة متعدد العملات الرقمية تمثل خطوة هامة نحو دمج العملات الرقمية في النظام المالي التقليدي. وقد أظهرت عملتا بيتكوين وإيثريوم تفاعلاً إيجابيًا مبدئيًا مع هذه الأخبار، مما يعزز تفاؤل المستثمرين بشأن إمكانية نجاح هذه الخطوة. ومع ذلك، لا يزال مستقبل سوق العملات الرقمية ككل محفوفًا بالشكوك الاقتصادية العامة، مثل التضخم واللوائح الحكومية المحتملة. ومن المتوقع أن يكون قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في يوليو المقبل نقطة تحول حاسمة للقطاع بأكمله، فإذا تمت الموافقة على صندوق المؤشرات المتداولة، فقد يتيح ذلك لعدد أكبر من المستثمرين، وخاصة المؤسسات الكبيرة، الاستثمار بسهولة في مجموعة متنوعة من العملات الرقمية من خلال إطار تنظيمي مألوف. وفي الوقت الراهن، يترقب المستثمرون نتائج هذا القرار الذي قد يرسم ملامح مستقبل استثمارات العملات الرقمية.
