أصبحت صفقة مالية بقيمة 400 مليون دولار مرتبطة بعائلة ترامب محور جدل سياسي متصاعد، حيث يرى المشرعون أن هذه الصفقة قد تُهدد نزاهة التنظيم المالي في الولايات المتحدة. في هذا السياق، وجهت السيناتور إليزابيث وارن (ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس) والنائبة ماكسين ووترز (ديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) رسالة مشتركة في 2 أبريل إلى القائم بأعمال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، مارك أويدا، تطالبان فيها بالكشف عن جميع السجلات والاتصالات المتعلقة بشركة وورلد ليبرتي فاينانشال (WLFI)، وهي شركة عملات رقمية أسسها شركاء ترامب وروجت لها عائلته بقوة.
في رسالة لاذعة من أربع صفحات، أعرب كبار المشرعين في لجنتي المصارف والخدمات المالية بمجلس الشيوخ والنواب عن قلقهم من أن التورط المالي العميق لعائلة ترامب مع WLFI يشكل تضاربًا غير مسبوق في المصالح، مما قد يؤثر على الإشراف التنظيمي لإدارة ترامب أو ربما غيابه على قطاع العملات الرقمية.
وطالبت الرسالة هيئة SEC بحفظ وتقديم السجلات التي يعود تاريخها إلى 15 أكتوبر 2024، وهو التاريخ الذي بدأت فيه WLFI ببيع ممثلها الرقمي $WLFI من خلال طرح أوراق مالية معفاة من الرسوم، والذي حقق بالفعل 550 مليون دولار. تُظهر ملفات الهيئة والتقارير الاستقصائية أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين WLFI وكل من دونالد ترامب، ودونالد ترامب الابن، وإريك ترامب عبر كيان يُدعى DT Marks DEFI LLC.
ووفقًا لهذه التقارير، تمتلك عائلة ترامب نسبة 75% من إيرادات الممثل الرقمي، وحصلت بالفعل على مدفوعات بقيمة 390 مليون دولار، بالإضافة إلى 60% من الأرباح المستقبلية للعمليات. كما أثار المشرعون تساؤلات حول القرار المفاجئ لهيئة الأوراق المالية والبورصات بتعليق قضية إنفاذ القانون ضد مؤسس ترون، جاستن صن، والذي ضخّ 75 مليون دولار في WLFI كمستثمر، رغم اتهامه في 2023 بالاحتيال المالي.
هذا وشهدت هيئة SEC، في ظل قيادة القائم بأعمال رئيسها مارك أويدا، تحولًا ملحوظًا من نهج إنفاذ القانون الصارم إلى سياسات أكثر تساهلًا، حيث أوقفت أو أسقطت العديد من الدعاوى القضائية المتعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك القضايا ضد كوين بيس، كراكن، يوني سواب لابس، وأوبن سي. وفي فبراير، أسقطت الهيئة بهدوء القضية المرفوعة ضد صن، مما أثار مخاوف جدية بشأن المحاباة التنظيمية.
إلى ذلك، طلبت السيناتور وارن والنائبة ووترز من هيئة الأوراق المالية الاحتفاظ بـ”جميع المذكرات الداخلية التي تبرر قرار الإنفاذ الأولي” ضد صن، بما في ذلك سجلات الاجتماعات والاتصالات بين مسؤولي الهيئة وممثلي جاستن صن أو عائلة ترامب. كما طالبوا الهيئة بالحفاظ على أي اتصالات أو توجيهات أو اقتراحات قدمها البيت الأبيض أو عائلة ترامب، إن وُجدت، فيما يتعلق بقضية WLFI أو صن، والتأكد مما إذا كانت الهيئة قد استشارت مسؤولي الأخلاقيات بشأن استثمارات عائلة ترامب في العملات الرقمية.
