انخفض سعر الإيثيريوم بنحو 20% خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليهبط إلى ما دون 1500 دولار أميركي للمرة الأولى منذ مارس 2023. ويُتداول الإيثريوم حاليًا عند 1476 دولارًا أميركيًا وقت نشر هذا التقرير، بعد أن سجل أعلى مستوى له خلال نفس الفترة عند 1799 دولارًا. ويبدو أن موجة البيع الواسعة تعود إلى التوترات الاقتصادية الكلية، حيث تسببت الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلن عنها دونالد ترامب في ضغط إضافي على سوق العملات الرقمية، ما أدى إلى خسائر واسعة النطاق.
ووفقًا لبيانات Coinglass، تم تصفية مراكز إيثيريوم بقيمة تزيد عن 400 مليون دولار خلال الـ 24 ساعة الماضية، شكلت فيها الصفقات الطويلة غالبية الخسائر، بخسارة بلغت حوالي 341 مليون دولار. وبالتزامن مع انسحاب المتداولين من مراكزهم، انخفضت الفائدة المفتوحة على عقود الإيثيريوم الآجلة بنسبة 15%.
إلى جانب موجة البيع الأخيرة، مرّت الإيثيريوم بفترة صعبة خلال الأشهر الماضية. فقد أنهت الربع الأول من عام 2025 بخسارة بلغت 45% من قيمتها، أي ما يعادل نحو 170 مليار دولار، لتسجل بذلك ثالث أسوأ ربع لها منذ عام 2016. وعلى الرغم من تصدرها لحجم تداول البورصات اللامركزية في مارس، تراجع دخل الشبكة من الرسوم بشكل حاد، من 142 مليون دولار في يناير إلى 21 مليونًا فقط في مارس، بحسب بيانات DeFiLlama.
وقد ساعد تحديث EIP-1559، المعروف أيضًا بترقية Dencun، الصادر في مارس 2024، على خفض رسوم المعاملات، لكنه لم يمنع عودة الإيثيريوم إلى التضخم. فقد انخفض أحد أهم مؤشرات الانكماش، وهو معدل استهلاك الإيثريوم، إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس 2021.
من جهة أخرى، أصبح المحللون يتعاملون بحذر أكبر مع الإيثيريوم، بعد سلسلة من التوقعات المتفائلة لعام 2024. ففي مارس، خفض محللو “ستاندرد تشارترد” السعر المستهدف للإيثيريوم لنهاية العام من 10,000 دولار إلى 4,000 دولار، في ظل التنافس المتزايد من حلول الطبقة الثانية لشبكة الإيثريوم.
وتواصل هذه التجميعات جذب المستخدمين بعيدًا عن الشبكة الرئيسية، عبر تقديم سرعات أعلى ورسوم أقل. وعلى الرغم من أن الترقية المقبلة “بكترا” من المتوقع أن تعزز أساسيات الشبكة، إلا أن الضغط الاقتصادي الكلي المستمر قد يستمر في التأثير سلبًا على سعر الإيثيريوم.
