تتزايد المؤشرات على أن البيتكوين تجاوز مرحلة المضاربة، ليأخذ مكانه كأداة نقدية في التجارة العالمية، وفقًا لتقارير حديثة من “فان إيك”. في منشور مدونة نُشر في 8 أبريل، قال ماثيو سيجل إن الصين وروسيا بدأتا بالفعل بتسوية بعض معاملات الطاقة باستخدام البيتكوين وأصول رقمية أخرى، واصفًا ذلك بأنه “إشارة مبكرة إلى الابتعاد عن هيمنة الدولار الأميركي في التجارة العالمية”.
وأضاف سيجل: “ليستا الصين وروسيا وحدهما من تحاولان التخلي عن الدولار خلال الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب. هناك أيضًا دول مثل بوليفيا التي تخطط لاستيراد الكهرباء باستخدام العملات الرقمية، بالإضافة إلى تجارب شركة الطاقة الفرنسية العملاقة EDF في تعدين البيتكوين باستخدام فائض الطاقة”.
وكتب سيجل: “هذه علامات مبكرة على تطوّر البيتكوين من أصل مضاربة إلى أداة نقدية فعّالة، لا سيما في الاقتصادات التي تسعى إلى تجاوز الدولار وتقليل الاعتماد على الأنظمة المالية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة”.
هذا ويبدو أن روسيا والصين قد تأخرتا نسبيًا في هذا المسار، إذ أن دولًا خاضعة لعقوبات شديدة مثل فنزويلا وإيران سبقت بالفعل في تجاوز القيود الأمريكية من خلال استخدام أصول بديلة، من ضمنها البيتكوين.
ولم يعد تراجع الدولار خبرًا سارًا للذهب وحده. فوفقًا لسيجل، فإن التحولات في سياسة الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب ارتفاع مستويات السيولة، تصب تقليديًا في مصلحة البيتكوين.
ويقول سيجل: “أي ضعف مستمر في الدولار قد يعزز من رواية استخدام البيتكوين كوسيلة تحوط، لا سيما في ظل بيئة تسودها التوترات الجيوسياسية والانقسام العالمي.”
ويأتي هذا كله على خلفية أحدث حملة رسوم جمركية أعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي هزّت الأسواق وعمّقت التصدعات في نظام التجارة العالمي المتوتر أصلًا.
وفي تقرير لوكالة رويترز في أواخر مارس، أشار محللون إلى أن نهج الإدارة الأميركية يدفع حتى حلفاءها وخصوصًا في أوروبا، إلى البحث عن سُبل لتقليل اعتمادهم على الدولار الأميركي.
