تجاوزت عملة البيتكوين حاجز 91,000 دولار أميركي في 22 أبريل، مسجلةً أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهر، مع تجدد شهية المستثمرين للأصول البديلة بفعل تصاعد الاحتكاك الجيوسياسي. ويأتي هذا الارتفاع في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكبار اللاعبين الاقتصاديين مثل الصين واليابان، مما دفع المستثمرين نحو الملاذات المالية الآمنة كالذهب والعملات الرقمية.
تحركات السوق تعكس قلق المستثمرين
بعد قرع جرس افتتاح بورصة وول ستريت، تجاوزت عملة البيتكوين عتبةً ملحوظة، مقتربةً من 93,000 دولارأميركي، وهو مستوى الافتتاح السنوي للأصل الرقمي ونقطة مقاومة نفسية رئيسية للعديد من المتداولين. يتماشى هذا الإنجاز، الذي لم يُسجَّل منذ 7 مارس، مع موجة عالمية من قلق السوق، مدفوعة إلى حد كبير بالمخاوف من كيفية ردّ الاقتصادات الأجنبية على الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة.
بالتوازي، واصل الذهب تحقيق مستويات قياسية جديدة، مما يُسلِّط الضوء على اتجاه أوسع بين المستثمرين نحو تجنّب المخاطرة مع تنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي.
المراقبة الفنية: التركيز على المستويات الرئيسية
يراقب المحللون والمتداولون الآن عن كثب منطقة 90,000–91,000 دولار أميركي، والتي شكّلت أرضية دعم مهمة لبيتكوين. ويُعتقد أن التحول المستدام لهذا النطاق إلى دعم سيكون ضروريًا لاستمرار الزخم الصعودي.
كما يحظى المتوسط المتحرك البسيط لمئتي يوم (SMA)، الذي يحوم حاليًا بالقرب من 88,370 دولارًا أميركيًا، باهتمام خاص. إذ يُنظر عادة إلى استعادة هذا المتوسط طويل الأجل على الرسوم البيانية اليومية كإشارة إيجابية على ترسيخ الاتجاهات الصعودية.
يشير بعض المراقبين إلى أن اختراق سعر الافتتاح السنوي، الواقع عند نحو 93,000 دولار أميركي، قد يؤكد انعكاس الاتجاه، ويمهد الطريق أمام تكوينات صعودية أقوى، مثل ظهور سلسلة من “التقاطعات الذهبية”، حيث تتقاطع المتوسطات قصيرة الأجل فوق نظيراتها طويلة الأجل.
دعوات للحذر وسط الضجة الصعودية
رغم أجواء الحماس، لا تزال العديد من الأصوات داخل مجتمع التداول تدعو إلى التروي. يجادل بعض المحللين بأن الارتفاعات الأخيرة قد تكون مؤقتة، محذرين من احتمال حدوث “ارتفاعات وهمية” ما لم يتم تأكيد الاختراق بإغلاق أسبوعي قوي فوق المستويات الرئيسية.
كما يشير آخرون إلى تباينات مقلقة في السوق الأوسع: فبينما ترتفع قيمة بيتكوين، لا يزال مؤشر ناسداك 100 يواجه ضغوطًا هبوطية. تاريخيًا، لم يكن هذا الانفصال بين بيتكوين والمؤشرات التكنولوجية الكبرى طويل الأمد. ويحذر المحللون من أنه إذا واصلت الأسواق التقليدية الضعف، فقد تواجه بيتكوين رياحًا معاكسة على مستوى الاقتصاد الكلي.
التوقعات: تفاؤل مشوب بالحذر
مع اقتراب نهاية أسبوع التداول، تتجه جميع الأنظار نحو ما إذا كانت بيتكوين ستتمكن من الحفاظ على زخمها، أم ستشهد تراجعًا عن أعلى مستوياتها. في الوقت الحالي، يُذكر هذا الارتفاع بالدور المتنامي لبيتكوين كأداة تحوط، ليس فقط ضد التضخم، بل بشكل متزايد ضد عدم الاستقرار الجيوسياسي.
