حظرت وزارة الداخلية الكويتية رسميًا تعدين البيتكوين، مشيرةً إلى الضغط الكبير الذي يُسببه على شبكة الكهرباء الوطنية، بالإضافة إلى عدم امتثاله للعديد من اللوائح المحلية.
في بيان صدر بتاريخ 22 أبريل، أكدت السلطات أن تعدين العملات الرقمية يُعد غير قانوني في البلاد، وينتهك عددًا من القوانين، بما في ذلك قانون العقوبات الكويتي، وتشريعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمبادئ التوجيهية الصناعية، إلى جانب اللوائح البلدية.
وحذّر المسؤولون من أن عمليات التعدين لا تستهلك كميات مفرطة من الكهرباء فحسب، بل تُشكّل أيضًا مخاطر حقيقية على البنية التحتية العامة والسلامة.
وجاء في البيان: “تؤكد الوزارة أن تعدين العملات الرقمية يؤدي إلى استهلاك مفرط للطاقة الكهربائية، مما يزيد من الحمل على الشبكة العامة، وقد يتسبب بانقطاع التيار الكهربائي في المناطق السكنية والتجارية والخدمية، مما يُشكل تهديدًا للسلامة العامة واستمرارية تقديم الخدمات الأساسية”.
وحثت الحكومة أي شخص يشارك في عمليات التعدين على وقفها فورًا، وإلا فسيُعرض نفسه لعواقب قانونية.
هذا الإعلان يُعزز موقف الكويت المتشدد تجاه العملات الرقمية، ويأتي بعد قرار هيئة أسواق المال في عام 2023 بحظر مختلف أنشطة الأصول الرقمية. وتُعد هذه الخطوة الأخيرة جزءًا من جهد مشترك بين وزارة الداخلية، ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، وهيئات تنظيمية أخرى، بهدف حماية البنية التحتية الوطنية وتشجيع الاستخدام المسؤول للطاقة.
تباين عالمي في التعامل مع تعدين العملات الرقمية
في الوقت الذي تُشدد فيه الكويت قيودها على تعدين العملات الرقمية، تسير العديد من الدول الأخرى في الاتجاه المعاكس، مرحّبةً بهذه الصناعة كجزء من استراتيجياتها الاقتصادية الرقمية.
فعلى سبيل المثال، أنشأت السلفادور منشآت تعدين حكومية تعمل بالطاقة البركانية. أما روسيا، فبالرغم من العقبات التنظيمية، فقد شرّعت التعدين وشهدت نموًا ملحوظًا في هذا القطاع. وتستكشف دول مثل بيلاروسيا وباكستان سبلًا للاستفادة من فائض الكهرباء من خلال مبادرات التعدين.
وفي السياق ذاته، أبدت الإدارة الأميركية بقيادة ترامب اهتمامًا متزايدًا بقيادة السباق العالمي نحو العملات الرقمية. وتشير التصريحات الأخيرة لصانعي السياسات إلى تحوّل نحو المزيد من الوضوح التنظيمي الذي يدعم أنشطة التعدين ويسهّل توسعها.
