صوّت مجلس الشيوخ الأميركي يوم الإثنين، 19 مايو، على المضي قدمًا في قانون GENIUS، وهو مشروع قانون تاريخي يُنشئ إطارًا تنظيميًا للعملات المستقرة.
ووفقًا للنتائج المنشورة على الموقع الإلكتروني لمجلس الشيوخ، أُقرّ مشروع القانون بأغلبية 66 صوتًا مقابل 32 صوتًا، مما يعني انتقاله إلى المرحلة التالية. وقد أزال هذا التصويت، الذي جاء بدعم من الحزبين، عقبة إجرائية تتمثل في إغلاق باب النقاش، ما يسمح بفتح الباب أمام المناقشة الكاملة وإجراء التعديلات المحتملة داخل المجلس.
يُلزم مشروع القانون، الذي قدّمه السيناتور بيل هاجرتي (جمهوري عن ولاية تينيسي)، مُصدري العملات المستقرة بالاحتفاظ باحتياطيات كاملة بالدولار أو بأصول عالية السيولة، والخضوع لتدقيقات دورية، واتباع قواعد أكثر صرامة إذا تجاوزت قيمة الرموز المُصدَرة 50 مليار دولار.
كما ينص على مراقبة المُصدرين الأجانب بهدف تقليل المخاطر المالية ومنع إساءة الاستخدام.
جدير بالذكر أن تصويتًا مماثلًا فشل قبل أسبوعين فقط، في 8 مايو، بعد أن عارضه العديد من الديمقراطيين، حيث حصل حينها على 48 صوتًا مقابل 49.
وكانت أبرز التحفظات تدور حول ضعف حماية المستهلك، غياب المساءلة على الشركات المُصدرة للعملات الرقمية، واستثناء الرئيس السابق دونالد ترامب من قواعد الأخلاقيات المنصوص عليها في مشروع القانون. ويرتبط ترامب بشركة “وورلد ليبرتي فاينانشال”، وهي مجموعة أطلقت مؤخرًا عملة مستقرة مرتبطة بالدولار.
لكن المشهد السياسي تغيّر بعد مفاوضات سرّية، بحسب ما أفادت به صحيفة “بانشبول نيوز”.
فقد حصل بعض الديمقراطيين على تنازلات تتعلق بحماية المستهلك، وأخلاقيات شركات التكنولوجيا الكبرى، ومنع تضارب المصالح. ومن بين البنود الجديدة بند ينص على تطبيق قواعد الأخلاقيات على موظفي الحكومة، سواء العاديين أو المتخصصين، بمن فيهم إيلون ماسك.
مع ذلك، لا يزال ترامب مُستثنى من هذه المعايير، ما أثار اعتراض شخصيات بارزة مثل السيناتور إليزابيث وارن (ديمقراطية عن ماساتشوستس)، التي وصفت مشروع القانون بأنه “أسوأ من عدم وجود قانون على الإطلاق”.
هذا وعدّل عدد من الديمقراطيين الذين عارضوا المشروع سابقًا موقفهم وصوّتوا لصالحه في جلسة الاثنين، ومن بينهم: روبن غاليغو (أريزونا)، مارك وارنر (فرجينيا)، ليزا بلانت روتشستر (بنسلفانيا)، أنجيلا ألسبروكس (ماريلاند)، وكيرستن جيليبراند (نيويورك).
كانت لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ قد أقرت مشروع القانون في 13 مارس بدعم من الحزبين.
وعلى الرغم من أن النسخة الأحدث من المشروع لم تعد تحظى بإجماع ديمقراطي، إلا أنها لا تزال تحظى بتأييد من كلا الطرفين. وفي حال إقراره، سيكون قانون GENIUS من أوضح الأطر الفيدرالية لتنظيم العملات المستقرة في الولايات المتحدة حتى الآن.
ومن المتوقع أن يُجرى التصويت النهائي على القانون في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
