تُلزم كوريا الجنوبية منصات تداول العملات الرقمية والبنوك المحلية بتعزيز إجراءات “اعرف عميلك” (KYC) للعملاء المؤسسيين الجدد، في وقت تتجه فيه البلاد تدريجيًا نحو رفع الحظر المفروض على الاستثمار المؤسسي في العملات الرقمية.
وفي هذا السياق، وابتداءً من يونيو، سيُسمح لبعض المنظمات غير الربحية ومنصات تداول العملات الرقمية المسجلة ببيع عملاتها الرقمية داخل كوريا الجنوبية. حيث يمكن للمنظمات غير الربحية تصريف العملات الرقمية التي تلقتها كتبرعات، في حين يُسمح للمنصات بتصفية رسوم المستخدمين المدفوعة بالعملات الرقمية.
وفي بيان صحفي صدر يوم الثلاثاء، أوضحت هيئة الخدمات المالية (FSC)، وهي أعلى هيئة تنظيمية مالية في البلاد — أنه يتوجب على منصات تداول العملات الرقمية والبنوك الشريكة لها التحقق بشكل دقيق من مصدر الأموال والغرض من المعاملات الخاصة بالعملاء المؤسسيين الجدد.
علاوة على ذلك، أشارت الهيئة إلى أن إجراءات “اعرف عميلك” الأكثر صرامة تهدف إلى حماية سوق العملات الرقمية وكذلك السوق المالية المحلية من مخاطر غسل الأموال. وتماشيًا مع هذا الهدف، شددت الهيئة على ضرورة مراقبة المؤسسات ورؤسائها التنفيذيين للكشف عن أي أنشطة مشبوهة قد تكون مرتبطة بغسل الأموال.
ومن المنتظر أن يُصدر كل من الاتحاد الكوري للبنوك ورابطة بورصات الأصول الرقمية (DAXA) هذه التعليمات الجديدة إلى البورصات والبنوك المعنية في وقت لاحق من هذا الشهر، مما يعكس تنسيقًا واضحًا بين القطاعين العام والخاص.
في السياق عينه، أضافت هيئة الخدمات المالية أن الحكومة الكورية تخطط للإعلان عن تدابير جديدة تسمح للشركات والكيانات المُدرجة في البورصة والمسجلة كمستثمرين محترفين بالتداول في منصات العملات الرقمية، وذلك خلال النصف الثاني من عام 2025. وسيُرافق هذا الانفتاح فرضُ تفويضات إضافية تهدف إلى مكافحة عمليات غسل الأموال المحتملة.
وتجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تُعد موطنًا لإحدى أكبر أسواق العملات الرقمية الفورية في العالم، حيث يُعرف مستثمرو التجزئة المحليون بتركيزهم الكبير على العملات البديلة.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن هيئة الخدمات المالية، بلغ عدد مستخدمي منصات العملات الرقمية في كوريا الجنوبية حتى نهاية العام الماضي حوالي 9.7 مليون مستخدم، أي ما يمثل نحو 20% من إجمالي عدد السكان.
أما في النصف الثاني من عام 2024، فقد سجلت البلاد متوسط حجم تداول يومي للعملات الرقمية بلغ 5.26 مليار دولار، فيما شهدت القيمة السوقية المحلية للعملات الرقمية نموًا بنسبة 91% خلال الفترة نفسها، لتصل إلى 77.6 مليار دولار.
وفي ضوء هذا النمو المتسارع، أصبحت العملات الرقمية محط أنظار الساحة السياسية، حيث تصدّرت أجندة الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو. وقد أعلن المرشحان الرئيسيان عن دعمهما لإلغاء الحظر المفروض على صناديق التداول بالعملات الرقمية، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في توجه السياسات المالية في البلاد.
