وفقًا لتقرير جديد صادر عن “ستاندرد تشارترد”، زادت الجهات السيادية والتابعة للحكومات من استثماراتها غير المباشرة في بيتكوين خلال الربع الأول من عام 2025، وذلك من خلال تعزيز حصصها في شركة “مايكروستراتيجي”. ويرى البنك أن هذا التوجه يعزز توقعاته الطموحة بأن يصل سعر بيتكوين إلى 500,000 دولار أميركي قبل مغادرة دونالد ترامب منصبه في عام 2029.
في هذا السياق، كتب جيفري كندريك، الرئيس العالمي لأبحاث الأصول الرقمية في ستاندرد تشارترد، في تقرير نُشر على موقع ذا بلوك:
“تدعم أحدث بيانات 13F الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فرضيتنا الأساسية بأن بيتكوين سيصل إلى مستوى 500,000 دولار أميركي قبل مغادرة ترامب منصبه، حيث يجذب مجموعة أوسع من المستثمرين المؤسسيين”.
وأضاف: “مع ازدياد عدد المستثمرين الذين يحصلون على إمكانية الوصول إلى هذا الأصل، وانخفاض تقلباته، نعتقد أن المحافظ الاستثمارية ستتجه نحو مستواها الأمثل من مركز بداية منخفض في بيتكوين”.
ورغم أن كندريك أشار إلى أن أداء صناديق تداول بيتكوين الفورية كان “مخيّبًا للآمال” في الربع الأول، إلا أن الزيادة في ملكية MSTR كانت مشجعة، لا سيما بين المستثمرين المرتبطين بالحكومات. فقد أظهرت إيداعات 13F أن مجلس استثمار ولاية ويسكونسن تخلّى بالكامل عن حصته في صندوق بلاك روك IBIT، والذي يعادل 3400 بيتكوين، بينما زادت شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي تعرضها للصندوق بشكل طفيف إلى ما يعادل 5000 بيتكوين بعد أن كانت 4700.
ولكن، بحسب كندريك، فإن القصة الأكبر تكمن في تزايد إقبال الجهات السيادية على مايكروستراتيجي كوسيلة غير مباشرة للاستثمار في بيتكوين. وعلّق قائلًا: “نعتقد أن بعض حيازات MSTR من قبل الجهات الحكومية تعكس رغبة في زيادة التعرض لبيتكوين في ظل القيود القانونية التي تمنع حيازته المباشرة في بعض الدول.”
ومن بين أبرز الجهات التي زادت من استثماراتها في MSTR، كان هناك صندوق التقاعد الحكومي النرويجي، والبنك الوطني السويسري، إضافةً إلى مؤسسات حكومية من كوريا الجنوبية، حيث أضاف كل منها حوالي 700 بيتكوين. كما أضافت صناديق التقاعد الحكومية في كاليفورنيا، ونيويورك، وكارولاينا الشمالية، وكنتاكي ما يعادل 1000 بيتكوين مجتمعةً. في حين سجلت السويد وليختنشتاين زيادات طفيفة، ودخلت كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية السوق لأول مرة، رغم أن التخصيصات كانت محدودة.
وشدد كندريك على أن هذه البيانات تدعم بقوة فرضيتهم، حيث قال:
“تُعدّ بيانات 13F الفصلية أفضل دليل على صحة فرضيتنا بأن بيتكوين ستجذب أنواعًا جديدة من المشترين المؤسسيين مع نضج السوق، مما يُساعد على دفع السعر نحو هدفنا البالغ 500,000 دولار أميركي”.
وتابع: “عندما تشتري المؤسسات بيتكوين، تميل الأسعار إلى الارتفاع.”
والجدير بالذكر أن هذه ليست أول توقعات كندريك المتفائلة. ففي الشهر الماضي، أعلن أن هدفه السابق البالغ 120,000 دولار أمريكي للربع الثاني من عام 2025 كان “منخفضًا جدًا”، وقام بتعديل توقعاته لنهاية العام إلى 200,000 دولار أميركي، مستندًا إلى تدفقات مالية تجاوزت 5.3 مليار دولار إلى صناديق بيتكوين الفورية خلال ثلاثة أسابيع فقط.
علاوةً على ذلك، يشير تحليل البنك إلى أن بيتكوين لم تعد تُنظر إليها كأصل عالي التقلب، بل كأداة تحوط اقتصادي شامل. وصرّح كندريك:
“الأمر الآن كله يتعلق بالتدفقات. والتدفقات تأتي بأشكال متعددة.”
وبعيدًا عن بيتكوين، قدم كندريك توقعات أخرى لسوق العملات الرقمية، حيث يرى أن BNB قد يصل إلى 2775 دولارًا بحلول عام 2028، وأفالانش (AVAX) إلى 250 دولارًا بحلول عام 2029، وXRP إلى 12.50 دولارًا في العام ذاته. وفي المقابل، خفّض توقعاته لسعر إيثيريوم (ETH) إلى 4000 دولار لعام 2025. كما يتوقع أن تنمو أسواق العملات المستقرة بشكل كبير لتصل إلى 2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2028.
