ارتفعت قيمة بيتكوين بنسبة 1.4% في اليوم السابق، لتتداول عند 109,637 دولارًا أميركياً في الساعات الأولى من التداول الآسيوي بتاريخ 26 مايو، وذلك في ظل تحسن معنويات السوق نتيجة تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا الانتعاش الطفيف بعد أسبوع اتسم بالتقلبات، حيث وصلت بيتكوين لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 111,814 دولارًا أميركياً في 22 مايو، قبل أن تتراجع إلى حوالي 107,500 دولار. ورغم ذلك، لا يزال الأصل مرتفعًا بنسبة 15% خلال الثلاثين يومًا الماضية، في مؤشر على استمرار الزخم الصعودي. وفي السياق ذاته، شهدت مشتقات بيتكوين ارتفاعًا في نشاط السوق.
وتُظهر بيانات منصة Coinglass أن حجم التداول المفتوح خلال 24 ساعة ارتفع بنسبة 2.59% ليصل إلى 76.66 مليار دولار، كما ارتفع حجم التداول اليومي بنسبة 10.85% ليبلغ 89.91 مليار دولار. ويُعد ارتفاع حجم التداول المفتوح على المشتقات عادةً إشارة إلى تجدد ثقة المتداولين وزيادة في مراكزهم، تحسبًا لتقلبات أو تحركات سعرية صاعدة.
هذا الانتعاش جاء في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد 25 مايو عن موافقته على تمديد الموعد النهائي المحدد في الأول من يونيو، والذي كان من المقرر أن يشهد فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأوروبية. وفي منشور له على منصة “تروث سوشيال”، أوضح ترامب أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين طلبت مزيدًا من الوقت لإجراء محادثات تجارية، وتم تحديد موعد نهائي جديد في التاسع من يوليو.
وقال ترامب في بيانه: “تلقيت اليوم اتصالًا من أورسولا فون دير لاين، تطلب فيه تمديد الموعد النهائي المحدد في الأول من يونيو لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على التجارة والاتحاد الأوروبي. وافقت على التمديد، 9 يوليو 2025، وكان لي الشرف أن أفعل ذلك.”
ويُذكر أن هذا الإعلان جاء بعد فترة وجيزة من تصاعد التوتر، إذ شعرت الأسواق العالمية بالقلق عندما هدد ترامب يوم 23 مايو بتطبيق الرسوم إذا فشلت المفاوضات. لكن تراجعه المفاجئ منح الأسواق بعض الارتياح والطمأنينة المؤقتة.
وقد استجابت الأسواق المالية لهذا القرار بشكل إيجابي، حيث ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، إذ سجلت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 0.9%، والعقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنسبة 0.8%، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 1% خلال تعاملات صباح يوم الإثنين. وفي المقابل، انخفض الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,346.59 دولارًا للأوقية.
إلى ذلك، يُشير هذا الانخفاض في أسعار الذهب، بالتوازي مع تحسن شهية المخاطرة، إلى توجه المستثمرين نحو الابتعاد عن الملاذات الآمنة التقليدية، وهو ما ساعد أيضًا على دعم بيتكوين، التي تُعتبر غالبًا أصلًا مضاربًا ذا طابع مخاطرة مرتفع.
وفي ظل هذه المستجدات، تمكن المتداولون من إعادة ضبط توقعاتهم مؤقتًا، مستفيدين من تهدئة التوترات الأخيرة. ومع ذلك، فإن السياسات التجارية لترامب ما زالت تُلقي بظلال من عدم اليقين على الأسواق العالمية. ومن المتوقع أن تراقب كل من أسواق العملات الرقمية والأسواق التقليدية عن كثب أي تطورات جديدة في المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي الجديد في يوليو.
