تجاوز سعر البيتكوين حاجز 106,000 دولار أميركي في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين، بعد عطلة نهاية أسبوع اتسمت بالتقلبات، وذلك بدفع من الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.
تم تداول أكبر عملة رقمية في العالم عند 106,222 دولارًا أميركياً اعتبارًا من الساعة 12:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مسجلةً ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.25% خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي هذا السياق، أوضحت “راشيل لوكاس”، محللة العملات الرقمية في شركة “BTC Markets”، أن “عدم الاستقرار الجيوسياسي، مثل الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية، أدى إلى انخفاض سعر البيتكوين بنسبة 4% لفترة وجيزة، ما يُبرز حساسية السوق تجاه الأحداث التي تدفع المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة”. وأضافت أن البيتكوين “غالبًا ما ينتعش بسرعة، إذ يعتبره البعض وسيلة تحوط في أوقات التوتر الجيوسياسي”.
وأشارت “لوكاس” إلى أن حركة سعر البيتكوين تتأثر حاليًا بمزيج من العوامل، تشمل تدفقات رؤوس الأموال المؤسسية، وبيانات الاقتصاد الكلي، والمخاطر الجيوسياسية. كما لفتت إلى أن مؤشر الخوف والجشع للعملات الرقمية يُسجل حاليًا مستوى 61، وهو ما يعكس مزاجًا عامًا “متفائلًا ولكن متزنًا” بين المستثمرين.
من جهة أخرى، وفي ظل التوترات السياسية المستمرة، قال فينسنت ليو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “كرونوس للأبحاث”، إنه يتوقع استمرار تدفقات السيولة العالمية ووجود طلب مؤسسي قوي، ما قد يمهّد لانطلاقة قوية في السوق فور استقرار الأوضاع.
وفي هذا السياق، شهدت صناديقتداول البيتكوين الفورية تدفقات صافية بلغت 5.23 مليار دولار خلال الشهر الماضي، وهي نفس المستويات التي تم تسجيلها خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة التي فاز بها دونالد ترامب، والتي كانت قد أطلقت موجة تفاؤل قوية في سوق العملات الرقمية.
كما قالت لوكاس إن “اختراق مستوى المقاومة الأخير عند 106,406 دولارات يُشير إلى استمرار الزخم الصعودي، مع استهداف مستوى قياسي جديد خلال الفترة المقبلة”.
وفي موازاة ذلك، لم تكن الإيثيريوم بعيدةً عن التحركات الإيجابية، إذ ارتفع سعرها بنسبة 1.48% خلال اليوم الماضي، لتُتداول عند 2,569 دولارًا أميركيًا. وبينما تستحوذ البيتكوين على حوالي 65% من السوق، يرى بعض المحللين أن الإيثيريوم تظهر زخمًا مؤسسيًا متزايدًا، يمكن تعزيزه بشكل أكبر من خلال محفزات مثل ما يُعرف بـ “صيف التمويل اللامركزي”.
أما الحدث المرتقب هذا الأسبوع، فهو اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر يومي الثلاثاء والأربعاء، والذي قد يُشكل نقطة تحول رئيسية في حركة أسعار كل من البيتكوين والإيثريوم، بحسب تصريحات ليو.
ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن هناك احتمالًا بنسبة 96.7% بأن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بين 4.25% و4.50% دون تغيير.
لكن على الجانب السياسي، أفادت فاينانشال تايمز أن الرئيس السابق دونالد ترامب ضغط على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض الفائدة بنقطة مئوية كاملة، مهددًا بأن البيت الأبيض قد “يضطر إلى فرض إجراء ما” في حال لم يتم ذلك.
وفي الختام، أشار محللون إلى أن أي إعلانات مرتقبة من هيئة الأوراق المالية والبورصات أو وزارة الخزانة الأميركية، خصوصًا المتعلقة بصناديق الاستثمار المتداولة أو العملات المستقرة، قد تُحدث تأثيرًا كبيرًا على معنويات السوق وحجم التدفقات الاستثمارية خلال الفترة المقبلة.
