شهد سعر البيتكوين تراجعًا ملحوظًا في الأيام القليلة الماضية، وسط مؤشرات في سوق العقود الآجلة تُوحي بإمكانية انخفاضٍ إضافي قد يصل إلى حدود 100,000 دولار أميركي.
فقد انخفض سعر البيتكوين يوم الأربعاء 18 يونيو إلى 104,650 دولارًا أميركيًا، مسجّلًا تراجعًا بنسبة 6.52% عن أعلى مستوى له هذا العام. في هذا السياق، يراهن متداولو الخيارات بشكل متزايد على مزيد من الهبوط، حيث تُظهر بيانات منصة Deribit ارتفاع نسبة حجم خيارات البيع إلى الشراء إلى 2.17، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو شراء خيارات البيع كوسيلة للتحوّط من المخاطر.
تجدر الإشارة إلى أن خيار البيع يمنح المستثمرين الحق، دون إلزام، في بيع أصل معين بسعر محدد خلال فترة زمنية محددة. وفي الحالة الراهنة، تُظهر العقود التي تنتهي يوم الجمعة اهتمامًا مفتوحًا مُتركزًا عند مستوى 100,000 دولار أميركي، ما يشير إلى أنه نقطة مراقبة حرجة للمتداولين.
على صعيد آخر، يظل المستثمرون متوجسين في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما في الشرق الأوسط. ففي بيان صدر يوم الثلاثاء، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع، بل وهدد باستهداف المرشد الأعلى الإيراني، ما زاد من حدة القلق في الأسواق.
وقد يؤدي تفاقم هذا الصراع إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة والعالم، حيث ارتفعت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى 76 و74 دولارًا على التوالي، كما شهدت تكاليف الشحن العالمية قفزة ملحوظة. في ضوء ذلك، من المرجّح أن تعتمد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة نهج “الانتظار والترقب”، مع مراقبة آثار التوترات الجيوسياسية إلى جانب التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب مؤخرًا.
ورغم هذه الأجواء المضطربة، برز تطوّر إيجابي على مستوى الطلب، إذ شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية تدفقاتٍ داخلة تجاوزت 216 مليون دولار يوم الثلاثاء وحده، ما رفع إجمالي التدفقات التراكمية إلى 46.26 مليار دولار. وقد علّق أحد المحللين في شركة XBTO قائلًا: “قد تُعزز نبرة متشددة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي قيمة الدولار الأميركي، وتُطلق اختبارًا لمستوى 100,000 دولار النفسي. إلا أن الوضع الجيوسياسي لا يزال عاملًا غير متوقع، ومن المرجّح أن يُسفر أي تصعيد إضافي عن تراجع جديد في الأصول ذات المخاطر”.
فنيًا، تُظهر الرسوم البيانية على مدى ثماني ساعات تراجع البيتكوين من ذروته عند 110,500 دولار إلى نحو 104,530 دولارًا. وقد شكّل نمط “قمة مزدوجة” مع خط رقبة عند 100,300 دولار أميركي، وهو نمط فني غالبًا ما يُنذر بانعكاسات هبوطية.
كما هبط السعر دون المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 فترة، واقترب من مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6%. بالتزامن، انخفض مؤشر MACD إلى ما دون خط الصفر، ما يعزز النظرة السلبية على المدى القصير.
بناءً على هذه المعطيات، من المحتمل أن يستمر التراجع، مع ترقّب اختبار مستوى 100,300 دولار أميركي، أي بانخفاض يُقدّر بنحو 4.2% من السعر الحالي. وإذا ما كُسر هذا المستوى، فقد يفتح الباب أمام مزيد من الهبوط نحو مستوى تصحيح 38.2% عند 97,560 دولارًا أميركيًا.
