أعرب لي تشانغ يونغ، محافظ البنك المركزي الكوري الجنوبي، عن قلقه إزاء استكشافات البلاد المبكرة لإصدار عملات مستقرة مرتبطة بالوون الكوري، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تحفز زيادة الطلب على الدولار الأميركي.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء، قال لي: “قد لا يقلل إصدار عملات مستقرة بالوون من استخدام العملات المستقرة بالدولار، بل قد يُسهّل التبادل بين عملات الدولار المستقرة وعملات الوون المستقرة، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على عملات الدولار المستقرة”.
وأضاف المحافظ أن هذه الظاهرة قد تُشكّل تحديًا للبنك المركزي في مراقبة والإشراف على سوق الصرف الأجنبي، مما يستدعي اليقظة والحذر.
وتأتي تحذيرات “لي” في وقت يتعارض فيه مع أجندة الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونغ، الذي يسعى إلى تعزيز إصدار عملات مستقرة مرتبطة بالوون، بهدف الحد من هروب رؤوس الأموال في ظل التحول المتسارع نحو التمويل الرقمي.
مع ذلك، أوضح محافظ بنك كوريا أن البنك المركزي لا يعارض بشكل قاطع إصدار عملات مستقرة بالوون الكوري، بل يرى ضرورة وجود مثل هذه الأصول، بشرط اتخاذ التدابير المناسبة لإدارة المخاطر المرتبطة بها.
كما أعرب البنك المركزي عن مخاوفه من الاضطرابات المحتملة التي قد تنتج عن طرح العملات المستقرة المحلية، خاصة في القطاع المصرفي، حيث من المتوقع أن تنتقل خدمات الدفع والتسوية إلى جهات غير مصرفية، ما قد يؤثر على أداء وربحية البنوك.
وفي هذا السياق، قال “لي”: “علينا رسم صورة أشمل لكيفية أداء القطاع المصرفي في حال انتقال خدمات الدفع والتسوية إلى العملات المستقرة”.
وأشار إلى أن وزارة الاقتصاد والمالية وهيئة الخدمات المالية ستتولى مناقشة صياغة سياسة خاصة بالعملات المستقرة المرتبطة بالوون، لضمان تنظيم واضح ومتوازن لهذا القطاع الناشئ.
تجدر الإشارة إلى أن وتيرة المناقشات حول العملات المستقرة المحلية قد تسارعت بشكل ملحوظ في أعقاب الجهود المكثفة التي تبذلها الولايات المتحدة لوضع إطار تنظيمي يشجع العملات المستقرة المرتبطة بالدولار، خاصة بعد إقرار قانون GENIUS مؤخرًا في مجلس الشيوخ.
وتبلغ القيمة السوقية للعملات المستقرة حاليًا أكثر من 261 مليار دولار، تمثل العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي منها أكثر من 253 مليار دولار، وفقًا لبيانات منصة CoinGecko.
