نُقِلَ أكثر من مليار دولار أميركي من عملة بيتكوين من محفظة “عصر ساتوشي” المتوقفة منذ فترة طويلة، والتي أُعيد تنشيطها في الآونة الأخيرة بالتزامن مع اقتراب بيتكوين من أعلى مستوى تاريخي لها. ووفقًا لمنصة تحليلات البلوكتشين “سبوت أون تشين”، فقد نقلت المحفظة نحو 10,000 بيتكوين، بقيمة تُقدَّر بحوالي 1.09 مليار دولار أميركي، إلى عنوان جديد، وذلك بعد أن ظلّت دون استخدام لمدة 14 عامًا وبضعة أشهر.
تشير بيانات الشبكة إلى أن هذه الكمية من بيتكوين تم شراؤها في الأصل بتاريخ 3 أبريل 2011، مقابل 109,246 دولارًا أميركيًا فقط، أي بمتوسط سعر شراء يبلغ 0.78 دولار أميركي للعملة الواحدة. وبالتالي، يُتوقع أن يحقق صاحب المحفظة عوائد تزيد على 140,000 ضعف على استثماره الأولي، وهو ما يعكس أحد أكبر مكاسب العائد في تاريخ الأصول الرقمية.
ورغم أن الدوافع الحقيقية وراء هذا التحويل الكبير لا تزال غير معروفة، إلا أنه يتزامن مع صعود بيتكوين نحو ذروتها السابقة، حيث يتوقع العديد من المحللين أن تصل إلى مستويات تاريخية جديدة قبل نهاية الأسبوع. يُذكر أن سعر العملة الرقمية الرائدة حاليًا يبلغ 109,100 دولار أميركي، أي أقل من 3% فقط من كسر أعلى مستوى لها على الإطلاق.
من المثير للاهتمام أن هذه التحركات عادةً ما تسبق عمليات بيع ضخمة، إذ يفضل كبار المستثمرين، أو ما يُعرف بالحيتان، جني الأرباح قرب الذروات السعرية. لذا، من المحتمل أن يكون هذا التحويل تمهيدًا لنقل الأموال من محفظة باردة إلى منصة تداول أو محفظة ساخنة بغرض التسييل.
وفي السياق عينه، تكشف تحليلات شبكة التوريد من “سِنتورا” عن تغيّر تدريجي في سلوك كبار المستثمرين، حيث أظهرت البيانات انخفاضًا متواصلًا في أرصدتهم خلال الأسابيع الأخيرة. ورغم أن هذا السلوك قد يُحدث ضغط بيع قصير الأجل، إلا أن محللي “سنتورا” يرونه مؤشرًا إيجابيًا على نضوج السوق، مؤكدين أن “توزيع عملات الحيتان القديمة لا يُعد علامة ضعف، بل يعكس انتقال السوق إلى مرحلة أكثر استقرارًا وتوازنًا”.
وفي المقابل، أظهرت بيانات “غلاسنود” وجهة نظر مختلفة، حيث واصل مؤشر “النشاط” الخاص بها، الذي يقيس إنفاق العملات مقابل الاحتفاظ بها، انخفاضه، في دلالة على تمسك المستثمرين طويلَي الأجل بمراكزهم، حتى عند اقتراب الأسعار من مستويات قياسية. ويدعم هذا السلوك حقيقة أن عدد عملات البيتكوين المحتفظ بها من قبل هؤلاء المستثمرين (الذين مضى على احتفاظهم بها أكثر من 155 يومًا) قد وصل إلى أعلى مستوياته، مسجّلًا 14.7 مليون عملة.
كما أظهرت البيانات أن معظم عملات البيتكوين التي تم شراؤها بالقرب من مستوى 100,000 دولار لا تزال ثابتة ولم يتم تصريفها، ما يعكس تزايد القناعة بثبات الأصل الرقمي وتراجع نزعة المضاربة بين المستثمرين.
ارتفاع اهتمام المؤسسات بالبيتكوين
في ظل استعداد بعض حاملي البيتكوين طويلَي الأجل لجني الأرباح، تبرز حركة موازية من المستثمرين المؤسسيين الذين يواصلون تعزيز تعرضهم للأصل الرقمي. فقد أعلنت عدة شركات خلال الأسبوع الماضي عن خطط طموحة لإنشاء أو توسيع سندات بيتكوين.
من بين هذه الشركات مجموعة Fragbite Group، التي ارتفعت قيمة سهمها بنسبة 64% بعد إعلانها نيتها تخصيص جزء من ميزانيتها العمومية للاستثمار في بيتكوين. كما سجلت شركة Vanadi Coffee مكاسب تجاوزت 240% خلال شهر واحد بعد موافقة المساهمين على استثمار ما يصل إلى 1.1 مليار دولار في العملة الرقمية.
وفي السياق عينه، أعلنت شركة Belgravia Hartford عن حصولها على تمويل بقيمة مليون دولار بهدف تنمية محفظتها من بيتكوين، بينما كشفت شركة Green Minerals النرويجية عن خطتها لجمع 1.2 مليار دولار لشراء بيتكوين.
هذا الاندفاع المؤسسي يعكس تحولًا استراتيجيًا في النظرة إلى بيتكوين، حيث تُعتبر اليوم أداة احتياطية استراتيجية أكثر من كونها أصلًا للمضاربة. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التوقعات بتحقيق بيتكوين لمستويات سعرية أعلى خلال الأشهر المقبلة.
