انتهت رسميًا معركة قانونية استمرت لسنوات بين مجموعة سياسات العملات الرقمية “كوين سنتر” ووزارة الخزانة الأميركية، وذلك على خلفية فرض عقوبات على منصة خلط العملات الرقمية “تورنادو كاش”.
في منشور نُشر بتاريخ 7 يونيو على منصة X، أعلن مدير “كوين سنتر”، بيتر فان فالكنبرغ، أن المعركة القانونية حول صلاحيات وزارة الخزانة في فرض العقوبات قد وصلت إلى نهايتها. جاء هذا الإعلان بعد أن رفضت محكمة الاستئناف بالدائرة الحادية عشرة القضية رسميًا، وفقًا للملفات القضائية المقدمة في الآونة الأخيرة.
وكتب فالكنبرغ: “هذه هي النهاية الرسمية لمعركتنا القضائية حول السلطة القانونية وراء عقوبات تورنادو كاش. لم تكن الحكومة مهتمة بالمضي قدمًا والدفاع عن تفسيرها المفرط والخطير لقوانين العقوبات”.
يُذكر أن هذا الرفض جاء بعد سلسلة من الأحكام القضائية السابقة، من بينها قرار صدر في نوفمبر 2023، حيث رفضت محكمة جزئية حجة “كوين سنتر” بأن العقوبات تنتهك الحقوق الدستورية في التعديل الأول، معتبرة أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة تصرّف ضمن حدود سلطته القانونية عندما فرض عقوبات على “تورنادو كاش”.
وكان OFAC قد فرض العقوبات على المنصة في عام 2022، مدعيًا أنها استخدمت في أنشطة مالية غير مشروعة، أبرزها غسل ملايين الدولارات لصالح مجموعة لازاروس السيئة السمعة، والمرتبطة بكوريا الشمالية.
ورغم هذا المسار القانوني، شهد العام الجاري تطورًا مهمًا حين أمرت محكمة في ولاية تكساس برفع العقوبات عن تورنادو كاش، وامتنعت الحكومة عن استئناف القرار. ونتيجة لذلك، رأت محكمة الاستئناف أنه لم تعد هناك ضرورة لمواصلة القضية.
وقالت المحكمة في حيثيات قرارها: “ترى الحكومة أن إلغاء OFAC للتصنيف يُبطل هذا الاستئناف، بينما يرى المدّعون أن الاستئناف سيصبح غير ذي جدوى بمجرد أن يُصبح حكم تكساس نهائيًا وغير قابل للاستئناف”.
لكن القضايا القانونية ضد تورنادو كاش لم تُغلق بالكامل. فمن المقرر أن يمثل رومان ستورم، أحد المؤسسين، أمام المحكمة الأسبوع المقبل لمواجهة اتهامات من وزارة العدل الأمريكية تتعلق بتسهيل أنشطة مالية غير قانونية. وقد أكد ستورم باستمرار على براءته، مشددًا على أنه لم يكن له ولا لشركائه المؤسسين أي نية لتسهيل أعمال غير مشروعة عبر المنصة.
وفي سياق متصل، أُدين أليكسي بيرتسيف، الشريك المؤسس الآخر في مايو 2024، بتهم مشابهة، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 64 شهرًا. ورغم إطلاق سراحه مؤخرًا، فإنه لا يزال تحت المراقبة الإلكترونية في منزله.
أما الشريك الثالث في تأسيس تورنادو كاش، رومان سيمينوف، فلا يزال طليقًا، وقد توارى عن الأنظار منذ انطلاق الحملة الأمنية، ويُذكر اسمه ضمن لائحة الاتهام الرسمية الصادرة عن وزارة العدل.
