تتطلع شركة “ميتابلانيت” اليابانية، المعروفة بتوجهها نحو خزانة البيتكوين، إلى ما هو أبعد من مجرد تجميع العملة الرقمية. فبعد أشهر من عمليات الشراء المكثفة، أعلنت الشركة عن استعدادها لاستخدام ما تمتلكه من بيتكوين كضمان مالي لتمويل عمليات استحواذ استراتيجية.
وفي تصريح لصحيفة فاينانشال تايمز، قال “سيمون جيروفيتش”، الرئيس التنفيذي لشركة ميتابلانيت، إن الشركة تمر حاليًا بحالة أشبه بـ”حمى ذهب بيتكوين”، وتسعى لاستغلال مخزونها المتنامي من العملة الرقمية للاستحواذ على شركات حقيقية تُدرّ سيولة نقدية.
وأوضح “جيروفيتش” أن استراتيجية الشركة تقوم على مرحلتين واضحتين: أولًا، تجميع أكبر قدر ممكن من البيتكوين؛ وثانيًا، استخدام هذه الأصول الرقمية كضمان للحصول على تمويل من المقرضين، بطريقة شبيهة باستخدام الأوراق المالية أو السندات الحكومية كضمانات في المعاملات البنكية التقليدية. وأضاف: “نحن بحاجة إلى تجميع أكبر قدر ممكن من بيتكوين للوصول إلى نقطة نصل فيها إلى سرعة الإفلات، وهذا يجعل من الصعب على الآخرين اللحاق بنا”.
وفيما يتعلق باستخدام البيتكوين كضمان، أشار إلى إمكانية إيداع العملة الرقمية لدى البنوك مستقبلاً، مما يسمح بالحصول على تمويل جذاب للغاية مقابل هذا الأصل الرقمي، دون الحاجة إلى بيع الأصول نفسها.
وتابع جيروفيتش بأن السيولة النقدية التي سيتم جمعها ستُستخدم في عمليات استحواذ على شركات “مربحة وذات تدفق نقدي مستدام”، مؤكدًا أن هذه الشركات يجب أن تكون متوافقة مع استراتيجية ميتابلانيت الحالية، وربما تنتمي إلى مجالات مثل الخدمات المصرفية الرقمية أو قطاع التكنولوجيا المالية.
وتتطابق هذه الاستراتيجية بشكل كبير مع نهج شركة مايكروستراتيجي، التابعة لميكائيل سايلور، والتي تُعدّ واحدة من أكبر حاملي البيتكوين على مستوى العالم. ومع ذلك، شدّد جيروفيتش على أن ميتابلانيت لن تلجأ إلى الديون القابلة للتحويل كما فعلت مايكروستراتيجي، حيث صرّح قائلاً: “لا أريد سداد الأموال خلال ثلاث أو أربع سنوات”.
وأضاف أن الشركة لا تنوي بيع أي من ممتلكاتها من البيتكوين، بل ستواصل جمع المزيد من رأس المال لزيادة احتياطاتها، مع الحفاظ على رؤيتها بعيدة المدى.
تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من إعلان ميتابلانيت عن أكبر عملية شراء لها حتى الآن، حيث اقتنت 2,205 بيتكوين مقابل 34.49 مليار ين ياباني (نحو 238 مليون دولار أمريكي). وبذلك ارتفع إجمالي حيازتها إلى 15,555 بيتكوين. وقد تم تمويل هذه الصفقة الضخمة من خلال إصدار سندات مضمونة بالأسهم، بالإضافة إلى نشاط السندات، وهي آلية اعتمدتها الشركة أكثر من مرة هذا العام لتحويل رأس المال مباشرة إلى بيتكوين.
تجدر الإشارة إلى أن ميتابلانيت كانت في الأصل شركة متخصصة في إدارة الفنادق، لكنها غيّرت مسارها بشكل جذري في عام 2024 لتتبنى استراتيجية قائمة على البيتكوين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت خامس أكبر شركة مالكة للبيتكوين عالميًا، بعد أن أنفقت نحو 1.6 مليار دولار على عمليات الشراء.
إلى ذلك، تُخطط ميتابلانيت على المدى الطويل لامتلاك ما يعادل 1٪ من إجمالي المعروض العالمي من البيتكوين، أي ما يقارب 210,000 بيتكوين بحلول عام 2027، مما يعكس طموحها الكبير في لعب دور قيادي على الساحة الرقمية العالمية.
