تستعد السلفادور لاستضافة أول مؤتمر عالمي لبيتكوين برعاية حكومية يومي 12 و13 نوفمبر 2025، في المركز التاريخي للعاصمة سان سلفادور. ويُقام هذا الحدث، الذي يستمر يومين ويحمل اسم “بيتكوين هيستوريكو”، بتنظيم من المكتب الوطني لبيتكوين، ويُنظر إليه كعلامة فارقة في مسار العملات الرقمية.
وقد أثار الإعلان اهتمامًا عالميًا، معززًا مكانة السلفادور كرائدة في مجال بيتكوين. وكانت البلاد قد حققت إنجازًا تاريخيًا عام 2021 باعتمادها بيتكوين (BTC) كعملة قانونية، ورغم التراجع عن هذا القرار لاحقًا، فإن التجربة عكست التزامها بتبني الأصول الرقمية. واليوم، تسعى السلفادور من خلال هذا المؤتمر إلى إبراز دور بيتكوين في الحرية المالية والثقافة والسيادة الوطنية.
وفي هذا السياق، أكد المنظمون أن “بيتكوين هيستوريكو يحتفل بالحرية المالية في قلب سان سلفادور، التي تُجسد بحد ذاتها مثالًا حيًا على تحرر شعبها”. وقد طُرحت التذاكر بالفعل للحجز المبكر بأسعار خاصة تُدفع بعملة بيتكوين فقط، على أن تُتاح لاحقًا خيارات الدفع بالعملات الورقية اعتبارًا من سبتمبر.
وسيشهد القصر الوطني الفعالية الرئيسية، مع بث مباشر على شاشات LED عملاقة في ساحة جيراردو باريوس، إضافة إلى جلسات نقاش وورش عمل تُعقد في المكتبة الوطنية (BINAES) والمسرح الوطني. ومن بين أبرز المتحدثين: الملياردير ريكاردو ساليناس، والمؤلف جيف بوث، إلى جانب مناصري بيتكوين ماكس كايزر وستيسي هربرت، وجاك ماليرز مؤسس شبكة لايتنينغ. كما سيشارك متحدثون بارزون آخرون مثل بيير روشارد، وجيمي سونغ، ودارين فاينشتاين، ولينا سيش.
أما أسعار التذاكر فتبدأ من 350 دولارًا أميركيًا للدخول العام، فيما تبلغ قيمة تذكرة “جينيسيس كراون” نحو 2100 دولار أميركي، وتشمل مقاعد كبار الشخصيات، وجلسات تواصل خاصة، إلى جانب منتجات حصرية.
ويأتي المؤتمر في وقت يرسّخ فيه الرئيس نجيب بوكيلي ولايته الجديدة، بفضل إصلاح دستوري حديث أتاح له إعادة الترشح لولاية غير محدودة. ويُعد بوكيلي من أبرز داعمي بيتكوين عالميًا، إذ تمتلك حكومته أكثر من 6200 بيتكوين، ما يمنحه مساحة سياسية لتوسيع استراتيجيات السلفادور الداعمة للعملات الرقمية.
ويتزامن الإعلان عن “بيتكوين هيستوريكو” مع موجة انتعاش في السوق، حيث يجري تداول بيتكوين فوق 110,293 دولارًا أميركيًا بعد تعافيه من تراجع حاد بنسبة 6% الأسبوع الماضي. ويظل الطلب المؤسسي قويًا، إذ أعلنت شركة ميتابلانيت اليابانية عن إضافة 1,009 بيتكوين يوم الاثنين، لترتفع حيازاتها إلى 20,000 بيتكوين، بقيمة تفوق 302.3 مليار ين ياباني (2 مليار دولار أميركي).
في المقابل، سجلت صناديق بيتكوين المتداولة الفورية في الولايات المتحدة تدفقات أسبوعية بلغت 440 مليون دولار أميركي. ويتوقع المستثمرون أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، إذ تُظهر أداة CME FedWatch أن هناك احتمالًا بنسبة 87.6% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ومن شأن هذا القرار أن يُضعف الدولار ويُعزز قيمة بيتكوين.
وبذلك، لا يقتصر “بيتكوين هيستوريكو” على كونه مؤتمرًا عالميًا فحسب، بل يمثل أيضًا محطة تحول في التاريخ المالي قد تدفع دولًا أخرى يومًا ما إلى السير على خطى السلفادور.
