بدأ مستثمرو التجزئة في كوريا الجنوبية، الذين كانوا سابقًا من بين أكثر الداعمين ولاءً لشركة تسلا، بالانسحاب تدريجيًا من أسهم عملاق السيارات الكهربائية، مع تراجع الحماس وتحول الاهتمام نحو العملات الرقمية وغيرها من الأصول عالية المخاطر.
في أغسطس 2025، باع المستثمرون الأفراد في كوريا الجنوبية صافيًا ما قيمته 657 مليون دولار أميركي من أسهم تسلا، مسجلين بذلك أكبر تدفق خارجي شهري منذ أوائل عام 2023 على الأقل، وفقًا لتحليل بيانات الإيداع الذي أجرته وكالة بلومبرغ.
وبدلًا من الاستثمار في تسلا، اتجه المتداولون نحو رهانات أكثر مخاطرة، مثل شركة Bitmine Immersion Technologies، التي تُعد بمثابة وكيل لعملة الإيثيريوم، والتي جذبت تدفقات صافية بقيمة 253 مليون دولار أميركي خلال الشهر نفسه. ويشير هذا التحول إلى تغير واسع في معنويات المستثمرين، حيث بدأ مستثمرو التجزئة الكوريون الجنوبيون، المعروفون سابقًا بتضخيم ارتفاعات أسهم تسلا من خلال عمليات شراء مكثفة، في تحويل أموالهم بشكل متزايد نحو استثمارات بديلة.
وقال هان جونغسو، مستثمر يبلغ من العمر 33 عامًا اشترى أسهم تسلا لأول مرة عام 2019 لكنه باعها في وقت سابق من هذا العام: “كانت تسلا تقدم الكثير من القصص الملهمة، لكنها فشلت في كسب قلوب الناس”، مضيفًا: “لقد فشلت في قيادة رسالتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي”.
وعلى الرغم من عمليات البيع المكثفة، لا تزال تسلا تتصدر قائمة الأسهم الأجنبية بين مستثمري التجزئة الكوريين الجنوبيين، الذين يمتلكون مجتمعين حوالي 21.9 مليار دولار أميركي من أسهم الشركة. وفي المقابل، تأتي شركتا إنفيديا وبالانتير تكنولوجيز في المركزين الثاني والثالث من حيث شعبية الأسهم الأجنبية.
كما فقدت رهانات الرافعة المالية على تسلا زخمها، حيث أظهرت بيانات الإيداع أن صندوق TSLL المتداول في البورصة، والذي يوفر تعرضًا مزدوج الرافعة المالية لتسلا، سجل أكبر تدفق شهري له منذ أوائل عام 2024، مع سحب 554 مليون دولار أميركي خلال أغسطس.
إلى ذلك، تسلط هذه البيانات الضوء على خيبة أمل متزايدة تجاه تسلا في كوريا الجنوبية، مع تحول المستثمرين نحو قصص جديدة في العملات الرقمية ومجالات التكنولوجيا البديلة، بحثًا عن فرص استثمارية أكثر جذبًا وعائدًا.
