عندما تتعارض التصريحات حول وصول سعر Bitcoin إلى مليون مع الواقع المستمر لانخفاض الأسعار، من يجب أن نصدق؟

لم يعد الناس يتحدثون من أجل الحفظ الذاتي أو مناقشات البيتكوين بأسلوب cypherpunk، بل من أجل الشخصيات السياسية والهندسة المالية.

الكاتب: Joakim Book

الترجمة: AididiaoJP، Foresight News

يبدو أن عالم البيتكوين اليوم قد انقلب رأساً على عقب؛ السوق مليء بالأصوات المتفائلة، وقد سجل البيتكوين مؤخراً أعلى مستوياته على الإطلاق، وهناك شركات خزينة البيتكوين التي تجوب العالم، ومع ذلك يستمر سعر البيتكوين في الانخفاض. بلغ هذا التناقض ذروته مؤخراً في Bitcoin Asia الذي انتهى في هونغ كونغ.

وصل الرجال ذوو البدلات الرسمية، وأصبح لاعبو البيتكوين هم المفضلون الجدد في الأسواق المالية.

هذه تقريباً قصة معظم هذا العام، وبلغت ذروتها المذهلة خلال انهيار سعر البيتكوين في Bitcoin Asia 2025. البيتكوين، الذي كان الهجوم الأكثر صراحة على نظام العملات الورقية، عاد الآن بقوة إلى التمويل التقليدي.

لقد تطور cypherpunk إلى "رجال العملات بالبدلات"، ووجدوا في النهاية شكلهم النهائي كـ "رجال الأسهم والعملات".

تاب الشبان المتمردون عن خطاياهم، وعاد المستثمرون الضائعون وهم يحملون المجد البراق والجشع.

نحن أولئك المهووسون الذين كنا نسعى لبناء عالم جديد وأفضل، أصبحنا الآن مشجعين للأوراق المالية الخاضعة للتنظيم والتصاريح، تلك الأوراق التي تم تفعيلها بذكاء من خلال الرافعة المالية والهندسة المالية لتحقيق أقصى قدر من البيتكوين لكل سهم. لقد تم دفع قوانين المال بقسوة إلى الواجهة، حتى أكثر المؤمنين بالتشفير تخلوا عن معظم مبادئهم، لأن وول ستريت الآن مستعدة لدفع 2 دولار أو 3 دولارات أو حتى 5 دولارات مقابل دولار واحد من البيتكوين.

وفي Bitcoin Asia في هونغ كونغ، كان كل شيء أيضاً مقلوباً. لم يعد الناس يتحدثون من أجل الحفظ الذاتي أو مناقشات البيتكوين بأسلوب cypherpunk، بل من أجل الشخصيات السياسية والهندسة المالية.

قال Alexandre Laizet، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة سندات حكومية في أوروبا، على المنصة إن الميزانية العمومية تتحول إلى بيان الأرباح والخسائر. لم يكن يقصد فقط أن شركات السندات الحكومية أصبحت الآن بنوكاً، تستخدم ميزانياتها العمومية كمصدر للأرباح؛ بل كان يقصد أنه بالنسبة لشركات خزينة البيتكوين، الشيء الوحيد المهم هو الميزانية العمومية نفسها. عندما تمتلك بيتكوين مقابل أسهم يمكن طباعتها بلا حدود، تصبح الأرباح غير ذات أهمية.

"بصفتك مشاركاً عقلانياً في السوق، يجب أن تفعل ذلك."

حوالي 200 شركة، تمثل Strategy وMetaplanet أبرز ممثلي هذه الحركة، تقوم بجمع العملات الورقية الرخيصة من أسواق رأس المال لشراء البيتكوين. الأرقام القياسية تتحطم في كل مكان: الجمهور وعدد المشاهدات، المشاركون والمبيعات. أي شخص قضى وقتاً في عالم البيتكوين يمكنه أن يشعر بهذه الطاقة، وهذا البناء، وهذا المصنع الذي لا يتوقف عن النقل والبناء. لم يكن فهم البيتكوين بهذه السهولة من قبل، ولم يكن لدينا هذا العدد الكبير من المؤمنين بالبيتكوين.

ومع ذلك، يستمر السعر في الانخفاض المتعرج، من أعلى مستوى عند 125,000 دولار إلى نقطة دخول Nakamoto البالغة 118,204 دولاراً والتي تم شراؤها مقابل 6.79 100 millions دولار، وخلال المؤتمر انخفض إلى حوالي 111,000 دولار، ثم انهار إلى أقل من 108,000 دولار، في تزامن تام مع خطابات المتحدثين المتفائلين على المنصة.

عرض الطائرات بدون طيار يوم الخميس، الذي أضاء سماء هونغ كونغ ليلاً برسومات بيتكوين مذهلة، لم يكن هناك رمز أقوى على مدى انقلاب كل شيء. لقد عرض رمز "21 مقسومة على اللانهاية" القوي، وهو انعكاس مباشر لمقولة Knut Svanholm الشهيرة "كل شيء مقسوم على 21 مليون":

جميعنا، أكثر من 20,000 شخص حضروا، كنا بحاجة ماسة إلى ارتفاع سعر البيتكوين لاستعادة الثقة، بعد أيام من مشاهدة التصريحات المتفائلة على منصة Nakamoto وهي تتعرض للتشكيك والإضعاف من خلال مخطط الأسعار الضخم خلفها.

على منصة Nakamoto في هونغ كونغ، جلس David Bailey بثقة واحتفال، يصفق لجهودنا ونجاحاتنا كلاعبين في البيتكوين، بينما كان الجمهور يحدق في شاشة خلفه تعرض سعر البيتكوين الذي ترعاه SALT وهو ينهار باستمرار، وكل هبوط يمحو ثروات ضخمة.

التناقض بين التصريحات المتفائلة على المنصة، والبشارة المثيرة للإعجاب والمعقولة التي تنقلها عشرات شركات السندات الحكومية الحاضرة، والواقع القاسي لانخفاض الأسعار المستمر، لم يكن أبداً بهذا الوضوح.

كان الأمر كما لو أن كلما تحدث David Bailey وآخرون وروجوا لأسهم أدوات استحواذ البيتكوين الخاصة بهم، أصبح سوقنا أسوأ وانخفض السعر أكثر.

ربما السيد Bailey أكثر جرأة مني بكثير، لكن لو كنت قد أحرقت للتو حوالي 60 100 millions دولار من أموال المستثمرين دون أي نتيجة، لكنت أكثر تواضعاً وقلقاً، ومليئاً بالشكوك والإحباط.

السعر حقيقة موضوعية، وهذا بالفعل ليس كعكة لذيذة.

وهذا أيضاً يحمل دلالة رمزية، ففي هونغ كونغ شهدنا كيف أن شركات السندات الحكومية المالية تحل تدريجياً محل cypherpunk.

وصلنا إلى أحدث محطة في جولة مهرجان البيتكوين، وذهلنا لرؤية كيف تم تدنيس كل ما كان مقدساً: كل شيء مقلوب رأساً على عقب.