أعلنت هيئتا الأوراق المالية والبورصات الأميركية وهيئة تداول السلع الآجلة في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء، أنه ينبغي السماح للبورصات المسجّلة لديهما بتسهيل تداول بعض منتجات الأصول الرقمية الفورية.
ورغم أنّ البيان لم يُسمِّ أصولاً رقمية محددة، إلّا أنّ الهيئتين أوضحتا أنّ التسهيلات تشمل المنتجات التي تركز على “الرافعة المالية، والهامش، ومعاملات السلع الفورية الممولة بالتجزئة”. ويعكس ذلك توجهاً نحو مزيد من الانفتاح في تنظيم قطاع الأصول الرقمية، الذي شهد نمواً متسارعاً في السنوات الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا العام، صدر تقرير بعنوان “تعزيز الريادة الأميركية في التكنولوجيا المالية الرقمية” عن مجموعة العمل الرئاسية المعنية بأسواق الأصول الرقمية، دعا الهيئتين إلى تقديم “توضيح تنظيمي” بشأن هذه الأصول، بما في ذلك ما يتعلق بالقضايا القانونية والتنظيمية الأخرى. وبموجب القوانين الحالية، لا يُحظر على البورصات المسجّلة تسهيل تداول هذه المنتجات، الأمر الذي أكدته الهيئتان في بيانهما.
وبحسب التقرير ذاته، فإنّ تعزيز التنسيق بين الهيئات التنظيمية سيُسهم في توسيع خيارات التداول أمام المشاركين في السوق داخل الولايات المتحدة. ومن هذا المنطلق، أكدت الهيئتان استعدادهما لدعم نظر الوكالات المختصة في تداول بعض منتجات الأصول الرقمية الفورية على منصات التداول المسجّلة.
ويُعتبر هذا البيان مؤشراً إضافياً على التحسّن السريع في البيئة التنظيمية للأصول الرقمية تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. فمنذ توليه منصبه قبل ثمانية أشهر، أسقطت كل من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية وهيئة تداول السلع الآجلة دعاوى قضائية متعددة ضد مؤسسات بارزة في قطاع العملات الرقمية، وأبدتا استعداداً متكرراً للتعاون مع شركات هذا المجال.
وفي هذا السياق، كتبت كارولين فام، القائمة بأعمال رئيس هيئة تداول السلع الآجلة، على منصة X: “فخورون بالعمل مع @SECPaulSAtkins لتحقيق تقدم جديد في مجال الوضوح التنظيمي لتداول الأصول الرقمية، بالطريقة التي تريدها وأينما تريد، بأمان على البورصات المسجّلة.”
كما نص البيان على أنّ أسواق العقود المحددة المسجلة لدى هيئة تداول السلع الآجلة، ومجالس التجارة الأجنبية، ومعاملات السلع المدرجة في بورصة أوراق مالية وطنية مسجّلة، “لن تُمنع من تسهيل تداول بعض منتجات الأصول الرقمية الفورية”. ودعت الهيئات التنظيمية المشاركين في السوق إلى التواصل المباشر مع موظفي الـ SEC أو الـ CFTC عند الحاجة، مؤكدة أنّ القواعد الحالية تسمح لمراكز المقاصة بالشراكة مع أمناء الحفظ للحفاظ على حسابات العملاء.
وفي خطوة لتعزيز الشفافية، أوصت الهيئات أيضاً بضرورة مشاركة مواقع تسعير مرجعية بين بورصات الأوراق المالية الوطنية (NSEs) وأسواق رأس المال المُدارة (DCMs) وبورصات الأوراق المالية الأجنبية المُدارة (FBOTs)، بهدف تحسين مراقبة الأسواق.
من جهة أخرى، كتب ماثيو سيغل، رئيس قسم أبحاث الأصول الرقمية في شركة VanEck، على منصة X أنّ البيان يشير إلى أنّ بورصات الأسهم الكبرى مثل بورصة نيويورك وناسداك “قد تبدأ قريباً في تداول بيتكوين وإيثيريوم وغيرها من الأصول الرقمية بشكل فوري”.
لكنّ بعض الأصوات بدت أكثر حذراً. فقد أعربت أماندا فيشر، كبيرة موظفي الرئيس السابق لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غاري جينسلر، عن مخاوفها من غموض البيان وغياب الإطار التنظيمي الواضح. وقالت في نقاش على منصة X: “هناك الكثير من الضجيج، لكن البيان لا يجيب فعلياً عن أي أسئلة.” وأضافت أنّ المشكلة تكمن في أنّ البورصة، باعتبارها منظمة ذاتية التنظيم، وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، “لن يكون لديهما سلطة قانونية كافية لوضع قواعد أو فحص أو فرض قواعد تداول واضحة تتعلق بالسلع الفورية”.
