أعطى المشرعون الأوكرانيون الموافقة الأولية على مشروع قانون يحدد الوضع القانوني للعملات المشفرة في بلادهم بالإضافة إلى نظامها الضريبي.
يفتح التشريع المنتظر منذ فترة طويلة الباب أمام الاستثمارات المشفرة المنظمة، والتي ستؤدي حتماً إلى زيادة الإيرادات في ميزانية الدولة التي مزقتها الحرب.
البرلمان الأوكراني يوافق على قانون الأصول الافتراضية
وافق البرلمان الأوكراني، الهيئة التشريعية الوحيدة في أوكرانيا، يوم الأربعاء على مشروع القانون "حول أسواق الأصول الافتراضية" في القراءة الأولى.
تهدف أحكام القانون إلى تقنين العملات المشفرة مثل Bitcoin وتنظيم الأمور المتعلقة بتنظيمها، ولا سيما فرض الضرائب على دخل العملات المشفرة.
ذكرت منصة الأخبار المشفرة Forklog أن "246 نائباً صوتوا لصالح اعتماد الوثيقة". وذلك من أصل 321 عضواً في البرلمان كانوا حاضرين خلال الجلسة. ومن الجدير بالذكر أن نائباً واحداً فقط رفض الاقتراح.
وفقاً لمشروع القانون رقم 10225-d، يجب فرض الضرائب على الأرباح الناتجة عن معاملات الأصول الافتراضية (VA) خلال سنة معينة. ويكون الأساس هو الفرق بين إيرادات البيع وتكاليف الشراء.
سيتم تضمين أرباح تداول العملات المشفرة في إجمالي الدخل السنوي الخاضع للضريبة وتخضع لضريبة بنسبة 18%، بحسب التقرير.
سيتم تقديم معدل تفضيلي بنسبة 5% للمستثمرين الذين يختارون تحويل ممتلكاتهم من العملات المشفرة إلى العملات الورقية خلال السنة الأولى بعد اعتماد القانون.
لن يتم فرض ضرائب على الدخل الناتج عن التبادل بين الأصول الافتراضية المختلفة، وفقاً للأحكام الحالية.
وينطبق الأمر نفسه على الدخل الناتج عن بيع الأصول الافتراضية الذي لا يتجاوز قيمة الحد الأدنى للأجور من سنة التقرير، وكذلك على قيمة العملات الرقمية التي تم الحصول عليها دون دفع.
كلف رعاة التشريع البنك الوطني الأوكراني (NBU) بتحمل مسؤولية الإشراف على الأنشطة في سوق الأصول الافتراضية في البلاد.
لم يتم تحديد الجهة التنظيمية الثانية بعد. وسيتم منح هذه الهيئة صلاحيات واسعة، بما في ذلك طلب المعلومات من الأفراد والكيانات القانونية.
سيكون للوكالة أيضاً صلاحية إجراء عمليات تفتيش وتحقيقات ميدانية والوصول إلى الوثائق. كما ستكون قادرة على تجميد الأصول، ومصادرة الممتلكات، ومصادرة الأموال.
أوكرانيا تمضي أخيراً قدماً في تنظيم العملات المشفرة
لا يزال أمام مشروع القانون العديد من العقبات التي يجب تجاوزها، ومن المرجح أن يتم إدخال عدد من التعديلات قبل القراءة الثانية في البرلمان.
ومع ذلك، فإن تصويت يوم الأربعاء يمثل خطوة مهمة إلى الأمام للدولة الواقعة في أوروبا الشرقية والتي تحتل مرتبة بين أعلى الدول في تبني العملات المشفرة عالمياً، وفقاً لـ Chainalysis.
قامت أوكرانيا بمحاولتها الأولى لتنظيم العملات المشفرة في أوائل عام 2022، لكن الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير من ذلك العام أدى إلى تأجيل الجهود.
ارتفع استخدام العملات المشفرة في السنوات التالية، خاصة بعد أن فرض البنك الوطني الأوكراني قيوداً مالية لمنع هروب رؤوس الأموال أثناء الحرب.
تواصل السلطة النقدية اتخاذ موقف محافظ ورفضت مؤخراً اقتراحاً تشريعياً كان سيسمح لها بإضافة الأصول المشفرة إلى احتياطياتها، مشيرة إلى المخاطر التي تهدد اندماج أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي.
كانت هناك حاجة أيضاً إلى تعديلات على قانون الضرائب في البلاد قبل الاعتماد النهائي لقانون الأصول الافتراضية، ويتناول مشروع القانون الحالي هذه المسألة أيضاً.
في أبريل، راجعت اللجنة البرلمانية للضرائب مشروع القانون وأوصت به للقراءة الأولى في البرلمان الأوكراني.
في مايو، تم اتهام مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعرقلة النظر في مشروع القانون. ويقال إن عدم التوافق بين التشريع المقترح وقواعد الاتحاد الأوروبي لأسواق الأصول المشفرة (MiCA) كان الدافع الرئيسي لهذه الخطوة.
وفقاً لتقرير حديث أعده مركز أبحاث بريطاني رائد، فإن التنظيم المناسب سيسمح لأوكرانيا باستعادة ما يصل إلى 10 مليارات دولار تخسرها حالياً بسبب غياب الرقابة المناسبة وانتشار الجرائم المتعلقة بالعملات المشفرة.
