يبلغ مؤشر الخوف والجشع في سوق العملات الرقمية حاليًا 51 من أصل 100، وهو ما يعكس حالة من الحذر لدى متداولي التجزئة في المنطقة “المحايدة”. وفي الوقت نفسه، تترقب الأسواق قرار خفض أسعار الفائدة هذا الشهر بنسبة 91.7%، عقب التصريحات الحذرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال اجتماع جاكسون هول. وعلى صعيد أوسع، تشهد الأسواق المالية العالمية تقلبات ملحوظة، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 250 نقطة، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% مطلع هذا الأسبوع.
بالتوازي مع ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إذ قفزت عوائد السندات لأجل 30 عامًا بمقدار 5 نقاط أساس لتتداول عند نحو 4.97%، مقتربة من المستوى التاريخي البالغ 5%، وهو ما يزيد الضغوط على الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات الرقمية.
وفي خضم هذا المشهد المتقلب، تبرز ثلاث عملات رقمية لافتة للانتباه هي: XRP وSolana وPUMP الصادرة عن منصة Pump.fun. فقد عكس أداء XRP على وجه الخصوص الحذر العام في السوق، إذ افتتح عند 2.8442 دولار أميركي قبل أن يتراجع إلى 2.8112 دولار، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 1.16%. ورغم محاولة السعر تجاوز مستوى 2.8623 دولار كأعلى نقطة يومية، إلا أن ضغط البيع دفعه لاختبار أدنى مستوى عند 2.7864 دولار.
على الصعيد الفني، تكشف المؤشرات عن سوق في حالة تماسك. فقد سجّل مؤشر القوة النسبية (RSI) مستوى 43، ما يشير إلى زخم هبوطي محدود دون الوصول إلى منطقة ذروة البيع. وبالرغم من فقدان XRP لزخمه الصعودي، إلا أنه لم يدخل بعد مرحلة بيع بدافع الذعر، إذ غالبًا ما يعكس هذا المستوى من RSI فترة هدوء يتراجع فيها المشترون من دون ضغوط مكثفة.
وفي ضوء النمط الحالي، يُرجّح أن يتداول XRP بشكل جانبي أو ضمن نطاق أضيق خلال سبتمبر، محافظًا على تكوين المثلث الذي يضغط على الأسعار نحو الأسفل. ويؤكد ذلك أيضًا مؤشر الاتجاه المتوسط (ADX) الذي يبلغ 20، وهو ما يعكس غياب اتجاه واضح في السوق، الأمر الذي يفسره المتداولون عادةً على أنه إشارة ضعف في الزخم السابق من دون ظهور مؤشرات انعكاس صعودي. ولهذا السبب، يميل المستثمرون إلى تجنّب الصفقات عندما يكون ADX دون 20، مفضلين الانتظار حتى تتضح الإشارات الفنية.
وبالنظر إلى حركة السعر، يظهر مخطط XRP تكوين مثلث هابط منذ قمم أغسطس قرب 3.60 دولار، حيث تضغط القمم المنخفضة على الاتجاه العام، بينما يظل مستوى 2.80 دولار بمثابة دعم أفقي رئيسي. وتُبرز المتوسطات المتحركة الأسّية (EMAs) هذا المشهد أيضًا، إذ إن اقتراب المتوسط المتحرك لـ50 يومًا من المتوسط المتحرك لـ200 يوم ينذر باحتمالية حدوث تقاطع هبوطي إذا استمر الضعف في السوق.
من جانب آخر، يشير مؤشر “زخم الضغط” إلى مرحلة ضغط تقلب غالبًا ما تسبق تحركات قوية في الأسعار. وقد تزداد أهمية هذه المرحلة مع اقتراب الأسواق من مواعيد القرارات النهائية بشأن طلبات صناديق تداول XRP الفورية، والمتوقعة بين 18 و25 أكتوبر 2025، وهو ما يتزامن مع الفترة التي يصفها المحللون تقليديًا بالشهر الصعودي.
