وضع رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، “بول أتكينز”، الأصول الرقمية في صميم برنامج الهيئة التنظيمي لربيع 2025، واصفًا إياه بأنه “يوم جديد” للهيئة. ويحدد جدول الأعمال، الذي نُشر في 4 سبتمبر، عدة مقترحات تهدف إلى توضيح كيفية إصدار الأصول الرقمية وتداولها وحمايتها.
وأشار “أتكينز” إلى أن بنود جدول الأعمال تعكس تركيز الهيئة المتجدد على دعم الابتكار، وتكوين رأس المال، وتعزيز كفاءة السوق، بالإضافة إلى حماية المستثمرين. وأضاف أن أحد الأهداف الرئيسية لقيادته هو وضع “قواعد واضحة” لإصدار الأصول الرقمية وحفظها وتداولها، مع الاستمرار في ردع الأنشطة غير القانونية في هذا القطاع.
ويتضمن البرنامج قاعدةً مُخططًا لها بشأن طرح وبيع الأصول الرقمية، والتي قد توفر إعفاءات وتسهيلات أمنية، إلى جانب تعديلات على القواعد الحالية لتمكين تداول العملات الرقمية في بورصات الأوراق المالية الوطنية وأنظمة التداول البديلة. كما تعتزم الهيئة مراجعة لوائح شركات الوساطة والتداول لمعالجة كيفية تطبيقها على العملات الرقمية، وستدرس سبل تبسيط متطلبات الإفصاح للشركات العامة. ووفقًا للهيئة، تعكس هذه المبادرات تركيزًا متجددًا على الابتكار وحماية المستثمرين وكفاءة السوق.
وبعيدًا عن العملات الرقمية، يسلط جدول الأعمال الضوء على جهود إلغاء القيود التنظيمية، بهدف تخفيف الأعباء على شركات الأوراق المالية وتوسيع نطاق الوصول إلى رأس المال. كما أشارت الهيئة إلى أنها قد تُعيد النظر في نظام “مسار التدقيق الموحد” المثير للجدل، عقب الانتقادات التي وُجهت إليه بشأن ارتفاع تكاليفه ومخاوف أمن البيانات.
وتنشر الوكالات الفيدرالية بانتظام جداول أعمال تنظيمية للمراجعة العامة، على الرغم من أن جداولها الزمنية لا تُلتزم دائمًا. ويرى المراقبون أن هذه الجداول تمثل إشارات توجيه وليست جداول زمنية ثابتة. وتأتي خطوة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في الوقت الذي تسعى فيه لجنة تداول العقود الآجلة للسلع إلى “انطلاقة سريعة” في مجال العملات الرقمية، حيث تؤكد كلتا الوكالتين على دعم نمو هذه الصناعة تماشيًا مع سعي الرئيس دونالد ترامب إلى قيادة الولايات المتحدة في تكنولوجيا الأصول الرقمية.
ومن خلال وضع العملات الرقمية في المقدمة، أحدث “أتكينز” تحولًا في سياسة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، على النقيض من نهج الإدارة السابقة الذي كان يركز بشكل كبير على إنفاذ القانون، والذي استهدف المنصات الرائدة مثل “كوين بيس” و”بينانس”.
