٧.٤ تريليون دولار تنتظر على الهامش مع اقتراب خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي: هل ستستفيد العملات الرقمية؟

قام المستثمرون العالميون بإيداع مبلغ قياسي بلغ 7.4 تريليون دولار في صناديق السوق النقدي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وبينما يبرز هذا التموضع الدفاعي الحذر السائد تجاه الأصول ذات المخاطر، إلا أن مثل هذه الأكوام النقدية نادراً ما تبقى خاملة لفترة طويلة. 

ومع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، فإن أي تحول طفيف في هذا رأس المال قد يكون له تأثير هائل على الأسواق. ويعتقد بعض المحللين أن العملات المشفرة قد تكون المستفيد المفاجئ بمجرد أن يبدأ المال في التحول من الأدوات "الآمنة".

لماذا تعتبر صناديق السوق النقدي مهمة للأصول ذات المخاطر 

صناديق السوق النقدي هي أدوات استثمارية منخفضة المخاطر تجمع أموال المستثمرين في أدوات دين قصيرة الأجل وعالية الجودة مثل أذون الخزانة وشهادات الإيداع والأوراق التجارية. وتهدف إلى توفير الاستقرار والسيولة وعوائد متواضعة. 

وهذا يجعلها خياراً شائعاً للحفاظ على رأس المال مع تقديم عوائد أفضل من حسابات التوفير العادية. وغالباً ما تُستخدم كمكان انتظار أثناء فترات عدم اليقين، وتزداد هذه الصناديق عندما يفضل المستثمرون الأمان على الأصول الأكثر خطورة.

ووفقاً لبيانات Barchart، يوجد الآن مبلغ قياسي قدره 7.4 تريليون دولار في صناديق السوق النقدي.

Money Market Funds Record High. Source:

وفي منشور على X (تويتر سابقاً)، أشار محلل اقتصادي كلي إلى أنه مع بقاء العوائد فوق 5%، أصبح الاحتفاظ بالنقد خياراً جذاباً للمستثمرين.

“نرى مثل هذه التراكمات فقط عندما يرغب المستثمرون في العائد لكنهم لا يريدون تحمل مخاطر المدة أو الأسهم. حدث ذلك بعد انفجار فقاعة الدوت كوم، ومرة أخرى بعد الأزمة المالية العالمية، وفي 2020–21 عندما كانت أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها وكان المال ينتظر على الهامش.”

ماذا يحدث إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة

ومع ذلك، حذر المحلل من أن هذا الاتجاه من غير المرجح أن يستمر إذا تحرك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. فإن خفضاً بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في 17 سبتمبر سيقلل من عوائد صناديق السوق النقدي وحسابات التوفير وأذون الخزانة قصيرة الأجل. وبينما لن يؤدي ذلك إلى خروج فوري، إلا أنه قد يضعف تدريجياً جاذبية الاحتفاظ بالنقد.

“تُظهر البيانات التاريخية أنه بمجرد تلاشي ميزة العائد، تبدأ هذه الأكوام النقدية الكبيرة في التحول، أولاً إلى أذون الخزانة من أجل الأمان والسيولة، ثم إلى الأصول ذات المخاطر عندما يزداد الثقة في دورة التيسير. هذا ما رأيناه في 2001 و2008 و2019، حيث انتقل المال أولاً إلى السندات الحكومية، ثم توسع إلى الأسهم والائتمان وأصول أخرى عندما خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بشكل أعمق.”

وأشار إلى أن مبلغ 7.4 تريليون دولار الضخم المودع في صناديق السوق النقدي يمكن أن يعيد تشكيل الأسواق إذا بدأ في التحرك. فمجرد تحول بنسبة 10% سيضخ مئات المليارات من رأس المال الجديد في أي قطاع يدخل إليه.

“إن خفضاً حذراً بمقدار 25 نقطة أساس يسمح لصناديق السوق النقدي بالنزيف تدريجياً، بينما يمكن أن يسرع خفض بمقدار 50 نقطة أساس من التحول، دافعاً الأموال أولاً إلى أذون الخزانة ثم إلى الأصول ذات المخاطر مع اختفاء ميزة العائد. مع وجود 7.4 تريليون دولار في الانتظار، فإن حجم التحول لا يقل أهمية عن اتجاهه.”

من الملاذات الآمنة إلى العملات المشفرة: إلى أين قد يتدفق 7.4 تريليون دولار من النقد

في وقت سابق، أشار المحلل Cas Abbé إلى أن معظم رأس المال في صناديق السوق النقدي مرتبط بأذون الخزانة الأمريكية. إذا انخفضت أسعار الفائدة، ستنخفض عوائد هذه الأوراق المالية، مما يجعلها أقل جاذبية. 

في تلك اللحظة، ستبدأ هذه السيولة الضخمة في التحول نحو الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم والعملات المشفرة.

“لذا لا تستمع إلى المتشائمين الدائمين، فنحن في اتجاه صاعد فقط.” قال Abbé.

علاوة على ذلك، أضاف Axel Bitblaze أن هذه الدورة تختلف عن الدورات السابقة بسبب صعود الوصول المؤسسي. إذ توفر صناديق التداول الفوري لـ Bitcoin وEthereum الآن نقطة دخول مباشرة لصناديق التقاعد ومديري الأصول، بينما من المتوقع الموافقة على صناديق تداول العملات البديلة قريباً. 

“بالإضافة إلى ذلك، هناك 7.2 تريليون دولار جالسة في صناديق السوق النقدي ستشهد تدفقات خارجة بمجرد أن تبدأ عوائد أذون الخزانة في الانخفاض. تخيل فقط 1% من هذا المبلغ يتدفق إلى العملات المشفرة؛ سيكون ذلك كافياً لدفع BTC والعملات البديلة إلى مستويات قياسية جديدة.” أشار Bitblaze.

وفي الوقت نفسه، توقع Crypto Raven أنه إذا تدفق حتى تريليون دولار أو أقل إلى سوق العملات المشفرة، فقد يرتفع سعر Bitcoin إلى نطاق 150,000–160,000 دولار.

“أنا متفائل جداً للربع الرابع.” علق.

سيقوم المشاركون في السوق الآن بمراقبة التأثير عن كثب مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ القرار. من المرجح أن يشكل اتجاه هذا الكنز النقدي غير المسبوق مسار الأصول ذات المخاطر. وستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا رأس المال سيشعل موجة صعود للعملات المشفرة أو يشير إلى قلق اقتصادي أعمق.