أصبح منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك هذا الأسبوع منصة لانتقادات جديدة للسياسة النقدية الأمريكية، حيث جادل أحد كبار مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين بأن تبني واشنطن للأصول الرقمية يخفي خطة أكبر: استخدام العملات المستقرة لتخفيف عبء ديونها البالغة 35 تريليون دولار.
قدم دميتري كوبياكوف، الذي ألقى التصريحات في 6 سبتمبر، العملات الرقمية ليس كابتكار بل كأداة مالية يمكن للولايات المتحدة استغلالها لإعادة هيكلة التزاماتها. واقترح أن الولايات المتحدة قد تحول يومًا ما جزءًا من ديونها السيادية إلى رموز رقمية ثم تقوم بتخفيض قيمتها لاحقًا، مما يؤدي فعليًا إلى إعادة ضبط الميزانية العمومية على حساب العالم بأسره.
مستشار بوتين كوبياكوف: الولايات المتحدة وضعت خطة عملات رقمية لمحو ديونها الضخمة على حساب العالم.
“تحاول الولايات المتحدة الآن إعادة كتابة قواعد أسواق الذهب والعملات الرقمية. تذكروا حجم ديونهم—35 تريليون دولار. هذان القطاعان (العملات الرقمية... pic.twitter.com/R4RDeYtaGg
— Russia Direct (@RussiaDirect_) 8 سبتمبر 2025
من الدروس السابقة إلى التمويل الرقمي
ربط كوبياكوف تحذيره بالتاريخ، مشيرًا إلى أحداث سابقة تم فيها التعامل مع مشاكل الديون الأمريكية من خلال تغييرات نقدية جذرية، مثل التخلي عن قاعدة الذهب في السبعينيات. وأوضح أن الاختلاف هذه المرة هو أن الأصول القائمة على البلوكشين تخلق ساحة جديدة لنفس الاستراتيجية.
وفقًا لروايته، ستتم العملية على مراحل: يتم وضع الديون في أدوات العملات المستقرة، يتبعها تخفيض متعمد في القيمة. وقال: "سينقلونها إلى السحابة الرقمية، ويخفضون قيمتها—ويبدؤون من جديد".
تصاعد التنظيم في الولايات المتحدة
تأتي انتقاداته بعد أشهر فقط من توقيع الرئيس دونالد ترامب على قانون GENIUS، وهو أول إطار شامل في الولايات المتحدة للعملات المستقرة المرتبطة بالدولار. وبينما يروج المسؤولون الأمريكيون للقانون كوسيلة لتحديث التمويل وبناء الثقة في الدولار الرقمي، ترى موسكو أنه دليل على أن واشنطن تعتبر العملات الرقمية أداة جيوسياسية.
تحدٍ أوسع لهيمنة الدولار
لطالما كانت روسيا صريحة لسنوات بشأن معارضتها لهيمنة الدولار، خاصة منذ أن دفعتها العقوبات إلى تطوير أنظمة دفع بديلة في عام 2014. من خلال تصوير العملات المستقرة كسلاح في استراتيجية الديون الأمريكية، ربط كوبياكوف العملات الرقمية مباشرة بالصراع على النظام المالي العالمي.
بالنسبة لروسيا، النقاش يدور حول أكثر من مجرد الأصول الرقمية: إنه يتعلق بمنع ما تعتبره تصدير الولايات المتحدة لمشاكلها الداخلية إلى بقية العالم. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن سوق العملات المستقرة المتنامي هو فرصة للحفاظ على النفوذ النقدي في وقت يدفع فيه المنافسون نحو بدائل.
