بدأت رهانات الرافعة المالية على العملات البديلة بالتصاعد قبيل القرار المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع، وهي خطوة يُتوقَّع أن تُحدث تقلبات ملحوظة في أسواق الأصول الرقمية خلال الشهر الجاري.
ويقترب حجم الاهتمام المفتوح بالعملات البديلة من تجاوز حجم الاهتمام المفتوح ببيتكوين، وهو وضع لطالما سبق انخفاضًا في العملة الرائدة. في هذا السياق، أوضح ستيفن غريغوري، مؤسس منصة تداول العملات الرقمية Vtrader، في تصريح لموقع Decrypt: “إن الارتفاع المتزايد في حجم الاهتمام المفتوح بالعملات البديلة يُشكّل دافعًا قويًا لانطلاق موسم العملات البديلة”.
كما أشار غريغوري إلى أن المكاسب الأخيرة التي حققتها العملات البديلة الأسبوع الماضي، إلى جانب تزايد رهانات الرافعة المالية، تعكس هذا التحول الواضح في توجهات المستثمرين. فقد ارتفع حجم الاهتمام المفتوح بالعملات البديلة من 30 مليار دولار في الأول من سبتمبر إلى 38.6 مليار دولار حتى يوم الاثنين، متجاوزًا بذلك بيتكوين عند 40 مليار دولار، مقابل 30 مليار دولار لإيثريوم، وفقًا لبيانات Coinalyze.
وعلى الرغم من أن عقود الفائدة المفتوحة لا تُظهر انحيازًا اتجاهيًا محددًا في حركة الأسعار، إلا أنها قد تكشف عن استعداد المتداولين المحترفين للأحداث الرئيسية. وفي هذا الإطار، قال غريغوري: “يحوّل المستثمرون أموالهم من بيتكوين إلى العملات البديلة على المدى القصير”، محذّرًا من أن كبار المتداولين قد يسعون إلى “استباق” قرار خفض سعر الفائدة المتوقع يوم الأربعاء.
وأضاف موضحًا: “قد يدفع قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة متعاملي التجزئة إلى اتخاذ مراكز صعودية، في حين يستغل مستثمرو الحيتان الوضع عبر البيع على المكشوف، ما قد يؤدي إلى تصفية واسعة للأصول”.
وفي موازاة ذلك، تتصاعد التوترات في الأسواق التقليدية وأسواق الأصول الرقمية بشأن السياسة النقدية المقبلة للبنك المركزي الأميركي، في وقت يسعى فيه إلى الحفاظ على استقلاليته وسط ضغوط متزايدة من إدارة الرئيس ترامب. فقد سبق لكل من ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت أن دعوا إلى خفض أسعار الفائدة بما يصل إلى 50 نقطة أساس في سبتمبر، بل وذهبا حدّ المطالبة باستقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أكثر من مرة هذا العام.
وانطلاقًا من هذه المعطيات، يستعد المتداولون لتقلبات مرتقبة، وفق ما أكده شون يونغ، كبير المحللين في MEXC Research، في حديث لموقع Decrypt. وأشار يونغ إلى ارتفاع في مستويات التقلبات الضمنية للعملات خلال أسبوع واحد، إلى جانب تحركات في انحرافات دلتا 25 للأسبوع نفسه، ما يعكس توقعات بموجة نشاط متزايد في السوق على المدى القصير.
واختتم يونغ بالقول: “بالنظر إلى هذه المؤشرات، من المرجح أن نشهد تقلبات حادة في الأيام المقبلة، وهو ما يستدعي من المتداولين توخي الحذر وإعادة النظر في استراتيجياتهم للتكيف مع المستجدات”.
