عندما يُظهر العالم التقليدي الاحترام، تخلَّ عن تشاؤمك تجاه العملات المشفرة

المؤلف: MONK

الترجمة: TechFlow

خلال العام الماضي، أصبح Crypto Twitter (CT) مليئًا بشكل متزايد بسكان العملات الرقمية الأصليين الذين يشعرون بالتشاؤم تجاه الوضع الحالي للصناعة ويقللون من شأن الابتكار في هذا المجال وفئة أصوله. تكشف هذه الشكاوى بالفعل عن بعض الحقائق الموضوعية، وغالبًا ما تشير إلى المشكلات الحقيقية الموجودة في الصناعة ككل. ومع ذلك، أنا مقتنع بأن البندول قد تأرجح بشكل مفرط نحو اتجاه "نهاية العالم".

من وجهة نظري، التشاؤم في صناعة العملات الرقمية هو عقلية نابعة من حسن النية لكنها خطيرة ومضللة، وقد أصبحت شائعة جدًا. تهدف هذه المقالة إلى رفض هذا التشاؤم من خلال مراجعة تجارب أسلافنا التقنيين. الوضع ليس سيئًا كما يصفه البعض.

اسمحوا لي أن أبدأ ببعض النقاط المشتركة.

• الرموز الاقتصادية (Tokenomics) غير متوازنة إلى حد كبير

• تزايد عدد المطورين ذوي الجودة المنخفضة يشتت انتباه المطورين المتميزين حقًا

• تزايد الاحتيال والسلوكيات الربحية بشكل متزايد

• عدد البروتوكولات "الحقيقية" يشكل نسبة ضئيلة جدًا في عالم العملات الرقمية

• الرموز التي تستحق الاستثمار فيها قليلة جدًا

• حوكمة البروتوكولات غالبًا ما تكون غير فعالة

• لا تزال هناك العديد من المشكلات التاريخية التي تحتاج إلى حل في الصناعة

معظم هذه المشكلات تنبع من القضايا الجوهرية التالية:

1. نحن نعيش في فترة من عدم اليقين التنظيمي

2. جعلت التكنولوجيا الرقمية إنشاء الأصول والحصول عليها بلا احتكاك

3. تاريخ الصناعة كافأ السلوكيات السيئة

الخبر السار هو أن هذه المشكلات قابلة للحل، أو يمكن القول إنها منتجات جانبية لا مفر منها في صناعة مفتوحة ولكنها غير ناضجة بعد. لكنني أعتقد أننا جميعًا ندرك ذلك في أعماقنا.

أعتقد أن السبب الحقيقي وراء تفشي المشاعر السلبية في صناعة العملات الرقمية مؤخرًا هو أن المشاركين في السوق أصبح من الصعب عليهم بشكل متزايد تحقيق عوائد فائقة. هذا الوضع أدى إلى شعور بالإحباط وعدم الصبر لا يمكن التخلص منه.

لكن هذا لا يتعلق بنقص الابتكار، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببنية فئة أصولنا.

دعونا نلقي نظرة أولاً على ما حققناه:

فيما يلي بعض المنتجات الرقمية التي أعتقد أنها وجدت توافقًا مع السوق (PMF، Product-Market Fit)، أو على الأقل فتحت الطريق أمام العثور على PMF في القطاعات الرأسية للعملات الرقمية. على الرغم من أن عدد هذه المنتجات ليس كبيرًا، إلا أنه مع تقدم كل "دورة" تطوير، يمكننا بناء المزيد من المنتجات ذات المعنى على أساس تحسين البنية التحتية وتراكم المعرفة.

قد يرى البعض هذه الإنجازات ويدرك أن الأمور الجيدة تحتاج إلى وقت، وربما لا يكون مسار نمو الصناعة سيئًا كما كنت تتخيل في البداية.

على العكس، قد يرد البعض الآخر: "حسنًا، هذا ليس بالأمر المدهش."

بالنسبة للأصدقاء الذين يحملون هذا الرأي الأخير، اسمحوا لي أن أريكم هذا:

هل تعرفتم عليها؟ ربما لا. هذه هي الصفحات الرئيسية القديمة لشركات الإنترنت المبكرة في عصر "فقاعة الإنترنت". بالطبع، هذه الصفحات تختلف تمامًا عن الإنترنت الذي نعرفه ونحبه اليوم.

فيما يلي بعض شركات الإنترنت المدرجة التي فشلت بعد انفجار فقاعة الإنترنت، المصدر: ويكيبيديا:

انخفض سهم Amazon بأكثر من 90% خلال عامين، من أعلى مستوى عند 107 دولار إلى أدنى مستوى عند 7 دولارات، ولم يتعافَ بالكامل حتى عام 2010.

في الواقع، كان عدد الشركات "الفاشلة" أكبر بكثير. الشركات التي لم تتمكن من الإدراج كانت بالآلاف، لكنها ربما تسببت أيضًا في خسائر كبيرة للمستثمرين المغامرين.

الخبر السار هو أننا حصلنا أيضًا على هذه الشركات الرائدة اللامعة:

• Amazon — تأسست في 5 يوليو 1994

• Netflix — تأسست في 29 أغسطس 1997

• PayPal — تأسست في ديسمبر 1998

• Google — تأسست في 4 سبتمبر 1998

• Meta (Facebook) — تأسست في 4 فبراير 2004

وبالمثل، على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي (AI) يُعتبر فئة تقنية مبتكرة وسردًا للنمو يحظى باهتمام كبير، إلا أنني لن أندهش إذا رأينا بعد عشر سنوات ظاهرة "قانون البقاء القوي" (أي أن عددًا قليلاً من الشركات ينجو ويهيمن على السوق).

هذه هي الشركات الناشئة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في إسرائيل في عام 2020.

إذًا، إذا كان 99.9% من الانتهازيين في جميع المجالات التقنية الرائدة يفشلون، فلماذا يبدو الفشل في صناعة العملات الرقمية مؤلمًا للغاية؟

ذلك لأننا، من خلال إرفاق رمز تداول علني بكل مشروع، جعلنا الجميع فعليًا مستثمرين مغامرين. بعد ذلك، من خلال السماح لأي مطور بإنشاء "شركة ناشئة" قابلة للاستثمار دون أي تدقيق، زدنا بشكل كبير من عدد "الشركات" القابلة للاستثمار. أدى ذلك إلى تجربة عدد كبير من المستثمرين الأفراد شعور الاستثمار في فئة أصول ذات معدل نجاح منخفض للغاية، مما زاد من المشاعر السلبية تجاه صناعة العملات الرقمية.

تخيل لو أن كل مؤسس في عصر فقاعة الإنترنت كان بإمكانه جمع الأموال من خلال ICO (عرض العملة الأولي) من مجموعة من المستثمرين الأفراد المتحمسين والمغامرين، حتى لو كان منتجهم بالكاد يعمل، وتجاوزوا مراحل التمويل الأولي -> التمويل الخاص -> الإدراج. وأضف إلى ذلك منصة "Pump.fun" (أي منصة مضاربة على ارتفاع الأسعار)، بل وحتى إزالة المنتج بالكامل.

بالطبع، ستصبح فئة أصولنا حقل ألغام مليء برموز التداول، العديد منها سينخفض في النهاية بنسبة 90%.

إذًا، مرة أخرى، ما الذي حققناه بالفعل؟

اليوم، أصبحت BTC (Bitcoin) أصلًا بقيمة سوقية تبلغ 2 تريليون دولار، تطورت من حلم هامشي بأسلوب cypherpunk طرحه مؤسس مجهول إلى ما هي عليه اليوم في غضون 16 عامًا فقط.

منذ أن أصبح لدينا أول منصة عقود ذكية قابلة للبرمجة، وخلال السنوات العشر الماضية:

• قمنا ببناء إنترنت نظير إلى نظير يمكنه الصمود أمام "الحرب العالمية الثالثة"، ويحمي مئات المليارات من الدولارات من القيمة.

• طورنا نسخة أكثر كفاءة تسمح للمستخدمين بإنشاء أصول بلا إذن بنقرة زر واحدة، مع دعم حجم تداول يومي بمليارات الدولارات في البورصات اللامركزية (DEX).

• مكنّا العالم من امتلاك دولارات رمزية، وإرسال أي مبلغ من الأموال لأي شخص على الفور وبتكلفة منخفضة جدًا.

• جلبنا البدائيات المالية (مثل الإقراض والعوائد السلبية) إلى السلسلة.

• أنشأنا بورصة مشتقات شفافة وعالمية ولا تتطلب KYC، بحجم تداول يمكن مقارنته بـ Robinhood، مع إعادة معظم الإيرادات إلى حاملي الرموز.

• نعيد تشكيل هيكل السوق، ونبتكر طرقًا جديدة للشراء والبيع والمضاربة على الأصول، ونخلق أنواعًا جديدة من الأصول (مثل أسواق التنبؤ والعقود الدائمة).

• جعلنا صور JPEG ذات الستة أرقام ظاهرة عالمية.

• أنشأنا مجتمعات إنترنت عبثية تدفع بعض رموز المزاح إلى تقييمات تتجاوز الشركات المدرجة.

• ابتكرنا طرقًا جديدة لتكوين رأس المال، مثل ICO وBonding Curves.

• نستكشف كيف يمكن أن تصبح المالية والعملات أكثر خصوصية.

كما أقول دائمًا، لقد وفرنا لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت بديلاً ناشئًا للنظام المالي، وهو بديل للنظام الذي يُفرض عليهم بسبب جنسيتهم. بديلنا لا يزال شابًا، لكنه أكثر حرية وانفتاحًا ومليئًا بالمتعة.

كل عام، نقدم للسوق فرصة لشراء تقنية ثورية بتقييم منخفض للغاية. كل ما عليك فعله هو تصفية الضوضاء واستخلاص القيمة الحقيقية.

في Syncracy، نحن مقتنعون بأن "FAANG" العملات الرقمية (أي عمالقة مثل Facebook وApple وAmazon وNetflix وGoogle في مجال التكنولوجيا) بدأت تظهر، وكل عام أو عامين يظهر منافس قوي جديد.

غالبًا ما أتذكر هذه العبارة، التي تساعدني على فهم صناعتنا بشكل أفضل:

"حدسنا عن المستقبل خطي. لكن واقع تكنولوجيا المعلومات أسي، وهذا يحدث فرقًا عميقًا. إذا مشيت 30 خطوة بطريقة خطية، أصل إلى 30. إذا مشيت 30 خطوة بطريقة أسية، أصل إلى مليار."

— راي كورزويل، "The Singularity Is Near: When Humans Transcend Biology"

نتوقع دائمًا أن تحقق صناعة العملات الرقمية تقدمًا خطيًا وتدريجيًا كل عام، ونستثمر الأموال في مجموعة من المشاريع عديمة القيمة، على أمل أن يكون هذا العام أفضل من العام السابق.

ومع ذلك، غالبًا ما يؤدي ذلك إلى خيبة أمل وخسائر للكثيرين. لكن هذا لا يعني أنه يجب علينا مواجهة سلسلة من التغريدات "نهاية العالم" وننتقد إنجازاتنا ومسار تطورنا بلا نهاية، خاصة عندما مرت جميع المجالات التقنية "الحقيقية" الأخرى بنفس آلام النمو. فقط في صناعة العملات الرقمية، يبدو هذا الألم أكثر حدة لأن كل واحد منا أصبح صاحب مصلحة مالية.

عند النظر إلى العقد المقبل، لا أحد يستطيع التنبؤ حقًا بما سيحدث، ولا أعتقد أن الابتكار سيتقدم وفقًا للجدول الزمني الذي نتوقعه. قد تمر سنوات دون حدوث أي شيء، وأحيانًا قد تحدث تغييرات هائلة في لحظة. أعتقد أنه من الممكن تمامًا أنه في غضون ثلاث سنوات، سنجد من سبعة إلى عشرين بروتوكولًا يتمتع بتوافق مع السوق (PMF).

إذا كنت تريد أن تعرف كيف انتهت قصة رواد فقاعة الإنترنت، فقد استغرق الأمر منا 15 عامًا للتعافي تمامًا:

لكننا جميعًا نعرف ما حدث منذ ذلك الحين:

والآن، بينما بدأ الجيل القديم ونخبة وول ستريت وكبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أخيرًا في الانتباه واحترام صناعة العملات الرقمية، يبدو أن العديد من مستخدمينا الأوائل يفقدون الثقة في مهمتنا. وأنا أرفض تمامًا قبول ذلك.

لا تزال Bitcoin هي الذهب الرقمي، وما زلنا نبني بدائيات مالية جديدة، وما زلنا نجعل العالم أفضل وأكثر متعة.

بالنسبة للبعض منا كمستثمرين، لا تزال هناك العديد من الفرص لتجاوز أداء السوق.

اختر أن تبقى متفائلًا بشأن صناعة العملات الرقمية!