للإجابة على هذا السؤال، نحتاج إلى التطرق إلى ثلاثة أبعاد: ماذا تمثل هذه المؤشرات، لماذا هي فعالة، وهل السوق الحالي يعيد تكرار "نهاية الذعر" في الدورات التاريخية.
أولاً، السوق يدخل منطقة متطرفة من المشاعر والسلوكيات
في هذا الهبوط، أظهرت مؤشرات المشاعر والسلوكيات توافقًا نادرًا.
- أولاً، انخفض مؤشر الخوف والطمع بسرعة إلى منطقة الخوف الشديد.Coinتشير البيانات التاريخية إلى أنه بين عامي 2021 و2025، ظهر FGI أقل من 15 في 6 مناسبات، وفي 5 منها حدث استقرار أو ارتداد واضح بعد فترة وجيزة. هذا ليس صدفة.
- FGI في جوهره هو ضاغط للمشاعر، فعندما ينخفض المؤشر إلى الخوف الشديد، فهذا يعني أن البيع بدافع الذعر يقترب من نهايته، وعدد الراغبين في البيع قد انخفض بشكل كبير، بينما يبدأ الراغبون في الشراء في انتظار فرصة الدخول.
- المؤشر الثاني — نسبة المتداولين في الاتجاهين— أعطى هذه المرة إشارة أقوى. في 7 مرات تاريخية تجاوزت فيها نسبة L/S 3، شهدت Bitcoin جميعها توقفًا في الهبوط أو ارتدادًا بعد ذلك.
- السبب بسيط: هذا المؤشر يعكس "عدد الأشخاص" وليس حجم الأموال. عندما يُدفع مشاعر المتداولين الأفراد إلى أقصى الحدود ويتجمع التفاؤل بشكل حاد، غالبًا ما يعني أن الهبوط قد وصل إلى مراحله الأخيرة، وأن السوق يقترب من ذروة المشاعر. بعبارة أخرى، عندما تتوحد مشاعر المتداولين الأفراد بشكل كبير، غالبًا ما يكون الانعكاس قريبًا.
- المؤشر الثالث، مؤشر الاحتفاظ بالعملات، يعكس موقف حاملي العملات على المدى المتوسط والطويل. وقد استقر مؤخرًا في نطاق 0.45–1.2، وهو نطاق غالبًا ما يتوافق مع تقلبات سعرية واسعة في الدورات التاريخية، دون حدوث تخلخل كبير في حيازة العملات طويلة الأجل.
- وهذا يعني أنه رغم انخفاض الأسعار، لا يزال المستثمرون على المدى المتوسط والطويل يحافظون على الاستقرار، ولم تتدهور البنية الأساسية للسوق بشكل جوهري.
coinbase BTC مؤشر الفارق السعرييعكسقوة جلسة التداول الأمريكيةوجلسة التداول الآسيوية،إذا كان أكبر من0،فالجلسة الأمريكية أقوى؛إذا كان أقل من0،فالجلسة الآسيوية أقوى.
المؤشرات الأربعة تأتي من المشاعر، سلوك المتداولين الأفراد، وبنية الحيازة طويلة الأجل، وقدرتها على الوصول جميعًا إلى مناطق متطرفة في نفس الوقت هو بحد ذاته نوع من تزامن الإشارات النادر.
ثانيًا، لماذا هذه المؤشرات فعالة؟
إذا اعتمدنا فقط على "الإحصاءات التاريخية" للحكم على ما إذا كانت السوق تقترب من النهاية، فهذا بالطبع غير كافٍ، لكن هذهالمؤشرات الأربعة فعالة في القاع بشكل متكرر لأنها تعكس القوى الأساسية في السوق.غالبًا ما لا يكون قاع السوق بسبب ظهور أخبار إيجابية، بل لأن "من يريد البيع قد باع بالفعل".
- عندما تكون المشاعر في حالة خوف شديد، يكون ضغط البيع الهامشي قد اقترب من النفاد، ويقل عدد البائعين الجدد المطلوبين لمزيد من الهبوط، وبالتالي يصبح الاستقرار أسهل. هيكل سوق العملات الرقمية يضمن تكرار هذا النمط مرارًا وتكرارًا.
- فعالية نسبة عدد المتداولين في الاتجاهين لها أيضًا أسباب عميقة.عدد المتداولين الأفراد كبير، لكن حجم أموالهم صغير، ومشاعرهم يمكن دفعها بسهولة إلى أحد الجانبين بسبب التقلبات المتتالية.
عندما يتم إخراج المتداولين الأفراد من مراكزهم باستمرار أثناء الهبوط، ومع ذلك يُجبرون على زيادة مراكز الشراء، فهذا غالبًا ما يعني أن السوق دخل "نقطة المشاعر الحرجة"، وليس بداية اتجاه جديد. من الناحية الإحصائية، معدل نجاح هذا المؤشر في الاتجاه المعاكس مرتفع جدًا، وهذا ليس صدفة، بل هو تجسيد نموذجي للتمويل السلوكي في سوق العملات الرقمية.
- أما بالنسبة لمؤشر الاحتفاظ بالعملات،فهو يميل أكثر إلى "الأساسيات" مقارنة بمؤشرات المشاعر والمتداولين الأفراد.طالما لم تتخلخل الحيازة طويلة الأجل، فمن الصعب أن يتحول الهبوط إلى انهيار اتجاهي. لا يزال مؤشر الاحتفاظ بالعملات في نطاق مستقر، مما يعني أن التعديل السعري ناتج في الغالب عن الرافعة المالية، المشاعر، والأموال قصيرة الأجل، وليس عن هروب الأموال طويلة الأجل بدافع الذعر. لذلك، السوق لديه شروط للخروج من تقلبات واسعة والاستقرار تدريجيًا.
ثالثًا، كم تتشابه نهاية هذا الهبوط مع النهايات السابقة
بمقارنة السوق الحالي مع الدورات التاريخية، نجد أن التشابه في الهيكل مذهل.
- سواء كان ذلك تصحيح التعدين في 2021، أو التصفية المتسلسلة بعد حادثة Luna في 2022، أو التذبذب الفوضوي بعد انهيار FTX في 2023، أو التقلبات العنيفة خلال فترة بيع ETF في 2024، فإن السمات المشتركة قبل وبعد القاع تكاد تكون متطابقة:تصحيحات متتالية، انهيار المشاعر، تصفية مراكز الشراء، تنظيف الرافعة المالية العالية، ودفع مشاعر المتداولين الأفراد إلى أقصى الحدود.
وقد أعادت هذه الدورة الحالية بالضبط تكرار السمات الأساسية لتلك المراحل.
- انخفض حجم التداول بشكل ملحوظ بعد الهبوط، مما يشير إلى أن ضغط البيع بدأ يضعف؛
- انخفض النشاط على السلسلة إلى منطقة القاع، وهو سلوك نموذجي في التاريخ عندما "ينتهي البيع النشط ويزداد الاحتفاظ السلبي"؛
- ارتفع حجم التداول OTC بهدوء، وهو تصرف معتاد للأموال الكبيرة أثناء فترات الذعر؛
- استقرار القيمة السوقية للعملات المستقرة، مما يدل على أن الأموال خارج السوق لم تخرج بشكل كبير. كل هذه العلامات تتطابق بشدة مع مناطق توقف الهبوط في التاريخ.
بعبارة أخرى، السوق الحالي من حيث الهيكل، تركيبة المؤشرات، ونمط المشاعر، قريب جدًا من قيعان Bitcoin في الدورات السابقة.
رابعًا، هل دخلنا بالفعل "العد التنازلي لتوقف الهبوط" هذه المرة؟
من خلال إشاراتالمؤشرات الأربعة، يبدو أن Bitcoin تقترب بالفعل من منطقة توقف هبوط واضحة نسبيًا.لكن "الاقتراب من التوقف" لا يعني "انعكاسًا فوريًا"، ولا يعني أنه لن يكون هناك هبوط إضافي صغير.
- التعبير الأدق هو:المساحة الهامشية للهبوط تقلصت بسرعة، واحتمالية أن السوق في "هيكل النهاية" أعلى بكثير من "تسارع هبوطي جديد في الاتجاه".
- مؤشرات المشاعر تخبرنا أن البيع بدافع المشاعر يقترب من الحد الأقصى؛
- نسبة المتداولين في الاتجاهين تظهر أن مشاعر المتداولين الأفراد وصلت إلى أقصى الحدود؛مؤشر الاحتفاظ بالعملات يضمن أن بنية الحيازة المتوسطة والطويلة لم تتضرر بعد.
- بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أيضًا سمات "بناء القاع" النموذجية من الناحية الفنية:تذبذب منخفض مع تحرك عرضي، ظلال سفلية طويلة، انخفاض مستمر في حجم التداول، ووجود طلب نشط عند مستويات الهبوط العميق.
تراكم هذه العوامل يجعل حالة السوق الحالية أقرب إلى "مرحلة الفوضى قبل الاستقرار"، وليس "بداية هبوط اتجاهي".
خامسًا، أهم ثلاثة إشارات يجب مراقبتها لاحقًا
لتحديد متى سينتهي هذا الهبوط فعليًا، هناك ثلاثة إشارات ذات أهمية حاسمة.
- الأولى، هل يمكن لمؤشر الخوف والطمع أن يبقى عند مستويات متطرفة لعدة أيام متتالية. تاريخيًا، القاع الحقيقي غالبًا ليس "يوم واحد من الخوف"، بل استمرار المشاعر في البرودة عند نقطة التجمد.
- الثانية، تراجع نسبة المتداولين في الاتجاهين من القيم القصوى، مما يعني غالبًا أن المشاعر المتطرفة للمتداولين الأفراد قد تم الإفراج عنها، وبدأت القوى المعاكسة في التراكم.
- الثالثة، هل يبدأ مؤشر الاحتفاظ بالعملات في الصعود. بمجرد أن يتحول هذا المؤشر إلى "تجميع واضح"، فهذا يعني عادة أن الأموال طويلة الأجل بدأت في الاستحواذ رسميًا، وأن شروط بدء اتجاه جديد قد توفرت.
إذا تداخلت هذه الشروط الثلاثة، فهذا يعني أن السوق قد أكمل بالفعل تأكيد القاع.
سادسًا، الاتجاه لم يتغير، لكن الدورة تقترب من النهاية
استنادًا إلى المؤشرات الثلاثة الحالية، وهيكل السوق، والنمط التاريخي، يمكننا تقديم حكم أكثر استقرارًا:
من المرجح جدًا أن Bitcoin قد دخلت المرحلة الأخيرة من هذا الهبوط. التطرف في المشاعر، ميل سلوك المتداولين الأفراد، واستقرار بنية الحيازة، توفر شروطًا لاستقرار السوق تدريجيًا؛ مساحة الهبوط تتقلص، بينما تتراكم شروط الارتداد.
هذا ليس إعلانًا عن انعكاس الاتجاه، بل يعني أن السوق انتقل من "هبوط عنيف" إلى مرحلة "الهضم والإصلاح". عندما يلتقي تطرف المشاعر مع استقرار الحيازة، وتطرف المتداولين الأفراد مع تجميع الأموال الكبيرة، غالبًا ما لا يكون السوق بعيدًا عن التوقف عن الهبوط.
