تدرس شركة “تيذر”، الشركة التي تقف وراء أكبر عملة مستقرة في العالم، قيادة جولة تمويلية بقيمة تقارب 1.2 مليار دولار أميركية لشركة نيورا روبوتيكس، وهي شركة روبوتات ألمانية ناشئة سريعة النمو تُطوّر آلات بشرية متقدمة، وفقًا لتقرير من صحيفة فاينانشال تايمز.
أفادت مصادر مطلعة على المحادثات للصحيفة أن النقاشات تتركز حول صفقة قد تُقيّم “نيورا” بما يتراوح بين 9.3 مليار دولار و11.6 مليار دولار، مما يضع الشركة بين أعلى شركات الروبوتات قيمةً في أوروبا في حال إتمامها.
دفعة نحو التنويع خارج نطاق العملات المستقرة
يُمثّل هذا الاستثمار المُحتمل استمرار تيذر في التوسع خارج نطاق أعمالها الأساسية في مجال العملات المستقرة. وقد حقق إصدار تيذر (USDT)، وهو الأصل المهيمن المرتبط بالدولار في سوق العملات الرقمية العالمية، أرباحًا هائلة للشركة، حيث بلغت أكثر من 10 مليارات دولار أميركية في الأشهر التسعة الأولى من العام وحده. بعد عام 2024 القوي، ضخّت تيذر رأس مالها في قطاعات متنوعة تتراوح من الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للبيانات إلى مشاريع الطاقة وتعدين البيتكوين.
وأعرب الرئيس التنفيذي باولو أردوينو بوضوح عن اهتمام الشركة بالذكاء الاصطناعي اللامركزي، حيث تُموّل تيذر جهودًا بحثية داخلية تركز على التعلم الآلي مفتوح المصدر، من نظير إلى نظير، في إطار مشروع يُطلق عليه اسم “تيذر للذكاء الاصطناعي”.
“نيورا روبوتيكس” تستهدف عصرًا جديدًا من الآلات البشرية
بالنسبة لشركة نيورا روبوتيكس، سيدعم رأس المال الجديد مساعيها نحو تسويق روبوتها الرائد ذي الشكل البشري. تستهدف النماذج الأولى للعملاء الصناعيين، مع خطط طويلة الأجل للتوسع في المنازل الاستهلاكية. وقد حدد المسؤولون التنفيذيون سابقًا رؤية لتصنيع ما يصل إلى 5 ملايين وحدة بحلول عام 2030، وهو نطاق وصفوه بأنه “لحظة آيفون” في قطاع الروبوتات.
وحتى الآن، جمعت الشركة الناشئة ما يقرب من 140 مليون دولار أميركية في يناير من مستثمرين، بما في ذلك بلوكريست، ولينغوتو، وسي 4 فينتشرز، وصندوق فولفو للسيارات التقنية. وفي حال نجاح الجولة الأخيرة، ستعزز “نيورا” مكانتها في مجال تنافسي يضم لاعبين رئيسيين مثل تيسلا، التي تسعى أيضًا لإنتاج الروبوتات البشرية بكميات كبيرة.
رهان استراتيجي على الروبوتات والأتمتة
بينما تستمر المحادثات بين تيذر ونيورا، تُبرز الصفقة المحتملة تحولاً أوسع في استراتيجية تيذر الاستثمارية، إذ تسعى الشركة لاستخدام ميزانيتها العمومية المثقلة بالسيولة النقدية لاكتساب خبرة في التقنيات الناشئة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأنظمة اللامركزية.
بالنسبة لتيذر، يُمكن أن توفر حصة في إحدى أكثر شركات الروبوتات طموحًا في أوروبا قيمة استراتيجية وتنويعًا في الوقت نفسه. أما بالنسبة لنيورا، فستُمثل هذه الحصة داعمًا قويًا في وقت تتطور فيه الروبوتات البشرية بسرعة من مجرد فكرة إلى مرحلة التسويق التجاري.
