قبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية، قام المضاربون بجني الأرباح، وانخفض سعر الذهب خلال التداول دون مستوى 3520 دولاراً.

في جلسة التداول الآسيوية يوم الخميس، تراجع الذهب الفوري من أعلى مستوياته التاريخية بسبب قيام المستثمرين بجني الأرباح، حيث انخفض إلى ما دون 3520 دولارًا للأونصة، متراجعًا بأكثر من 1% خلال اليوم، ثم ارتفع بقوة بمقدار 15 دولارًا. وتبع الفضة الفورية هذا الانخفاض، حيث فقدت مستوى 41 دولارًا للأونصة، وبلغت نسبة التراجع خلال اليوم 1.5%.

توقعات استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة دفعت الذهب والفضة إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة، ويُنظر إلى بيانات التوظيف الأمريكية الرئيسية التي ستصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع على أنها عامل رئيسي يؤثر على مسار أسعار الفائدة.

قال برايان لان، المدير العام لشركة GoldSilver Central: "لقد شهدنا بعض عمليات جني الأرباح، لكن الذهب لا يزال في سوق صاعدة حاليًا. توقعات خفض الفائدة والمخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستزيد من الطلب على الأصول الآمنة، وحتى إذا ارتفع سعر الذهب على المدى القصير إلى 3800 دولار أو أكثر، فلن نشعر بالمفاجأة."

تترقب وول ستريت تقريرًا آخر ضعيفًا عن الوظائف. ويتوقع المحللون أن يزداد عدد الوظائف غير الزراعية في أغسطس بمقدار 75,000 وظيفة فقط، وأن يرتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات.

في الوقت الحالي، يبدو أن المزيد من البيانات تؤكد تدهور سوق العمل. يوم الأربعاء، انخفض عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة لشهر يوليو وفقًا لتقرير JOLTs بشكل غير متوقع من 7.36 ملايين بعد مراجعة بيانات يونيو إلى 7.18 ملايين، بينما كان المتوقع 7.378 ملايين، وهو أدنى مستوى خلال عشرة أشهر.

وقد لاحظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأمر بالفعل. في خطاب مهم ألقاه في نهاية الشهر الماضي، شرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أسباب خفض الفائدة، وكان السبب الرئيسي الذي استشهد به هو التدهور المحتمل في سوق العمل. بالنسبة لصانعي السياسات، فقد حولوا انتباههم بسرعة إلى سوق العمل بدلاً من القلق السابق بشأن ارتفاع الأسعار.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، موساليم، الذي كان يُنظر إليه دائمًا على أنه من الصقور، يوم الأربعاء: "عندما تزداد مخاطر تراجع التوظيف، فإن التركيز بشكل كبير على هدف التضخم قد لا يوفر الدعم الكافي للحفاظ على سوق عمل قوية."

يقول مراقبو مجلس الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاديون إن حتى بيانات التوظيف التي تتجاوز التوقعات قد لا تمنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض الفائدة هذا الشهر. ويعتقد جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في EY Parthenon، أن احتمال خفض الفائدة يبلغ 90%.

بعد التعديلات الأخيرة بالخفض، قد لا يثير النمو الكبير في أعداد الوظائف قلقًا مفرطًا، لكنه سيثير تساؤلات حول مدى سرعة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة.

يعتقد داكو أنه "على الرغم من أن التقرير القوي سيعوض جزئيًا الأداء الضعيف السابق، إلا أن بعض المستثمرين والخبراء قد يفسرون هذا التقرير بشكل خاطئ على أنه علامة على أن الاقتصاد لم يضعف."

قال المحلل في JPMorgan، باتريك جونز، إن خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بما يتوافق مع التوقعات أو يتجاوزها، يجب أن يدفع المزيد من الأموال إلى صناديق ETF للذهب، مما يدفع سعر الذهب إلى حوالي 3675 دولارًا للأونصة بحلول نهاية العام. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يصل سعر الذهب في الربع الثاني من العام المقبل إلى 4000 دولار، وقد يرتفع إلى 4250 دولارًا بحلول نهاية عام 2026، خاصة إذا نجحت إدارة ترامب في محاولة عزل عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كوك.